أشبال الإسلام

عفوا عزيزي الزائر أنت غير مسجل معنا فإذا كنت ترغب في الاشتراك معنا لنشر الوعي الإسلامي فلا تتردد
ف مشاركتنا على هذا الموقع الرائع

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

أشبال الإسلام

عفوا عزيزي الزائر أنت غير مسجل معنا فإذا كنت ترغب في الاشتراك معنا لنشر الوعي الإسلامي فلا تتردد
ف مشاركتنا على هذا الموقع الرائع

أشبال الإسلام

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
أشبال الإسلام

حيث للإبداع كلمة

نعود إليكم أحبتي في منتدانا هذا لفريق أشبال الإسلام التطوعي .. نتمنى لكم أن تقضوا معنا أوقاتا سعيدا ومفيدة

2 مشترك

    بحث بعنوان التوبة

    شبل العقيدة
    شبل العقيدة
    مراقب عام
    مراقب عام


    ذكر
    عدد المساهمات : 125
    تاريخ الميلاد : 21/01/1991
    تاريخ التسجيل : 26/08/2010
    العمر : 33

    بحث بعنوان التوبة Empty بحث بعنوان التوبة

    مُساهمة من طرف شبل العقيدة الأربعاء 29 سبتمبر 2010, 11:18 am

    مقدمة
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين ،الحمد لله الذي جعل التوبة تكفيرا لذنوب العاصين ، وحفظا لحقوق عباده أجمعين ،والصلاة والسلام على خير من جعل التوبة ولاستغفار ،ورد حقوق العباد من أوائل مناهجه،و اله وصحبه أجمعين .
    امابعد:

    فلقد شرع الله التوبة وبين شروطها لمن أراد الأخذ بها ، وهي شاملة لجميع المسلمين لقوله تعالى :
    (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }النور31ولمن أراد التوبة فعليه أن يتخلص من الذنوب التي بينه وبين الله ،ومن جانب أخر مابينه وبين العباد، فان الله يغفر الذنوب جميعا طبعا بالتوبة التي بينه وبين عبده ، وأما حقوق العباد فلا يغفرها إلا بعد إرضاءهم لما رواه أبو عبيدة انه قال )الذنوب على وجهين:ذنب بين العبد وربه ، وذنب بين العبد وصاحبه ، فالذنب الذي بين العبد وربه إذا تاب منه كمن لأذنب له ، وأما ذنبه بينه صاحبه فلا توبة له حتى يرد المظالم إلى أهلها).

    لقد قمت كتابة هذا التقرير بسبب غفلة القلوب عن ذكر الله ، وكثرة ارتكاب المعاصي ؛ ولكن بعض القلوب تلين إلى طاعة الله و تود أن تعود إلى الله ، ولكنها لأتعرف كيف تستطيع أن تكفر على الذنوب التي اقترفتها سواء بحق الله أو بحق العباد.

    ويستطيع قارئ التقرير الإجابة على الأسئلة الاتيه بعد
    الانتهاء من قراءة التقرير
    1.ماهية الذنوب المرتكبة بحق الله ؟
    2.كيف يمكن قضاء الفرائض ؟
    3.كيف يمكن التكفير عن الذنوب المرتكبة بحق الله؟
    3.علل /سبب عدم تكفير الله الذنوب المرتكبة بحق العباد؟
    4.اذكر أقسام الذنوب المتعلقة بحق العباد؟
    5.كيف يمكن رد المظالم إلى أهلها؟

    وقد قمت بتقسيم البحث إلى مباحث، ومطالب وهي كالأتي:

    1.التمهيد (أقسام الذنوب)
    2. المبحث الأول:التعريف بالتوبة لغة واصطلاحا:
    المطلب الأول:تعريف التوبة لغة.
    المطلب الثاني: تعريف التوبة اصطلاحا.
    3. المبحث الثاني:الذنوب في حق الله.
    المطلب الأول:قضاء الفرائض.
    المطلب الثاني:التوبة من الذنوب.
    4. المبحث الثالث:الذنوب في حق العباد.
    المطلب الأول:مظالم متعلقة بالنفوس.
    المطلب الثاني:مظالم متعلقة بالأموال.
    المطلب الثالث: مظالم متعلقة بالأعراض وإيذاء القلوب.
    المطلب الرابع: المظالم العامة
    5.الخاتمة.
    6.المراجع.
    7.فهرس المحتويات.

    وأخيرا اسأل الله عزوجل أن يوفقني إلى أن ييسر لي الطريق لأسير فيها دون مطبات تعوق علي السير إلى تقريري واسأله تعالى جلة قدرته أن يفتح لي الأبواب المغلقة واسأله تعالى التوفيق في الدنيا والآخرة
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    تمهيد(أقسام الذنوب)

    إن الله تعالى حرم علينا المعاصي ،والذنوب ما ظهر منها ،وما بطن ،الصغيرة والكبيرة ،وأمر نبيه بذلك لقوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }الأعراف33
    وهناك بعض التقسيمات للذنوب والمعاصي ،فهناك ذنوب مابين العبد وربه،وهي الذنوب التي تكون توبتها لله عزوجل لا دخل للعباد فيها ويندرج تحتها :فعل المحرمات(ارتكاب المعاصي):مثل :شرب الخمر ،والزنا ،والربا،وغيرها من المعاصي والآثام البذيئة التي ترتكب بحق الله. وأيضا:ترك الواجبات والفرائض:مثل :التقصير في الصلاة ،والإفطار في رمضان،وترك الزكاة.

    أما القسم الآخر من الذنوب هي التي بين العبد وصاحبه، وتكون برد المظالم إلى أهلها
    مثل:القتل ،ومنها مايتعلق بالأموال مثل :السرقة، والرشوة ،ومنها مايتعلق بالأعراض
    مثل:الغيبة، والنميمة، وغيرها من الذنوب التي يزينها الشيطان للإنسان.

    وهناك من الذنوب ماهو ظاهر مثل:الكذب ،والغيبة ،وترك الصلاة ،وشرب الخمر....الخ.
    وهناك من الذنوب ماهو باطن مثل:النفاق،والريا،والكبر،والكبريا....................الخ.

    وهناك من الذنوب ما هو صغير:اللطمة،و الخلوة بالأجنبية،ومجالسة شارب ،والهمزواللمزوالغمز...............................الخ
    وهناك من الذنوب ما هو كبير:الشرك بالله، وعقوق الوالدين، وقول الزور.

    وأخيرا اسأل الله العظيم إن يجنبنا الذنوب من صغيرها وكبيرها،وظاهرها وباطنها،وان يدخلنا الجنة دار المتقين ،ويبعدنا عن النار دار الفجار والمنافقين.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    ا
    المبحث الأول:التعريف بالتوبة لغة واصطلاحا:

    أن الله تبارك وتعالى خلق الإنسان ،وفتح له بابان:باب الخير ،وباب الشر فمن فتح باب الخير ودخل فيه يجزى بالحسنات ،ومن فتح باب الشر ودخل فيه يجزى بالسيئات ،ولكن عفو الله فوق كل شي ،وشرع لمن أراد الخروج وقفل باب الشر بما يعرف بالتوبة
    فما هو تعريف التوبة في اللغة والاصطلاح؟؟؟؟

    المطلب الأول:تعريف التوبة لغة:
    هي الرجوع من الذنب والانا به إلى الله لقوله تعالى (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً )1أي عودوا إلى طاعته وأنيبوا اليه2

    المطلب الثاني: تعريف التوبة اصطلاحا:

    هو رجوع العبد إلى الله تعالى نادما على ماحصل منه من تفريط مقلعا عن الذنب في الحال عازما على عدم العودة إلية في المستقبل طلبا لمغفرة الله وعفوه ورضوانه3
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    1.النور ص353
    2- جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور .لسان العرب .مادة توب ص244
    3. - منير البياني .موسوعة المسلم في التوبة والترقي في مدارج الإيمان الناشر: دار النفائس–ص220


    المبحث الثاني: الذنوب في حق الله.

    إن الله تبارك وتعالى شرع لنا الفرائض ،والواجبات ونهانا عن تركها مثل : الصلاة والصوم والحج والزكاة والتقصير فيها وكما حذرنا من ارتكاب المعاصي والمحرمات النظر المحرم وشرب الخمر والكذب والزنا وغيرها من المعاصي .
    ومع ذلك فان الناس يخالفون شرع الله وأوامره بارتكاب المحرمات والتقصير في الواجبات ولكن رحمة الله بعباده وسعت كل شئ . فاوجب التوبة من المعاصي وذلك من خلال الندم والإقلاع ، والعزم على قضاء الفوائت ، وان يطلب لكل معصية منها حسنه تناسبها ليمحها لقول الرسول الكريم :"اتبع السيئة الحسنة تمحها"1لقوله تعالى { إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ}هود114 2 وان يفعل ذلك خشية من الله تعالى وليس ريا للناس .وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن الله تعالى :" ... ياعبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وان اغفر الذنوب جميعا3 ، فاستغفروني اغفر لكم ..." 4
    المطلب الأول: قضاء الفرائض والواجبات:
    لقد شرع الله تعالى لنا فرائض وهي ( الصلاة والصيام والزكاة والحج ) واوجب علينا أداء ها كما اوجب علينا في كتابه العزيز وذكره لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " ... و إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا ".
    أما عن الصلاة فان ترك صلاة واحده أو أكثر أو صلاها فاقدة شروطها وصحتها فليقضها وان شك في عدد ما فاته منها بحسب مدة بلوغه وترك القدر الذي يستيقن انه أداه، ويقضي الباقي ،وله إن يأخذ فيه بغالب الظن ، ويصل إليه عن سبيل التحري والاجتهاد . أو إذا صلى بثوب نجس، أو على غير وضوء، أو قبل الوقت أو بغير نية فعليه القضاء في حالة النسيان أم إذا كان متعمدا فعليه الكفارة المغلظة.5

    فصل :" رأى المذاهب الأربعة على وجوب قضاء الفوائت ، وان مضت عليها عشرات السنين يقضى منها ما قدر عليه على مرور الوقت ، والرأي الأخر يقول : إن الصلاة التي تقضى إن كان وقتها على النوم أو النسيان كما جاء في الحديث الصحيح ، وما عدا ذلك فقد انتهى وقتها ولا يمكن قضاءها ، و إنما عليه أن يعوض ما فاته بصلاة النوافل وإحسان الفرائض بإتمامها كما يحب الله تعالى : ركوعها وسجودها وخشوعها ".6
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    1.رواه الترمذي عن أبي ذر وصححه.
    2 –سورة هود (الآية 114)
    3امحو الذنب لكمال رحمتي ورأفتي بخلقي
    4- محي الدين النووي ( رياض الصالحين ) دار الفكر صــ70ــــــــــ
    5- انظر إلى : 1- يوسف القرضاوي في الطريق إلى الله (4) التوبة إلى الله مكتبة وهيبة – القاهرة صـــــــ86ــــــــــ
    2- الإمام إسماعيل بن موسى الجيطالي ألنفوسي قناطر الخيرات دار النهضة – سلطنة عمان صـــــ212ـــ
    6 – ش/ عبد العزيز بن الحاج بن إبراهيم التميمي – التاج المظلوم من درر المناهج المعلوم – بتصرف



    وأما الصوم:فان كان قد تركه على سفر أو مرض فعليه القضاء وذلك بالاجتهاد والتحري لقوله تعالى {أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }البقرة184"6 وأيضا إذا أفطرت المرأة بسبب الحيض أو النفاس فلم تقض فعليها الاجتهاد في القضاء بمعرفة الأيام التي أفطرت فيها.
    وأيضا إذا افطر المرء عمدا أو ترك الغسل من الجنابة عمدا أو أفسده بالجماع نهارا أو بالاستمناء عمدا ولم يعقد له نية فعليه قضاؤه مع الكفارة.7

    فصل: وفي بعض أثار مشايخنا من أهل الجبل ـ الله يرحمهم ـ " انه إذا عمل كبيرة فعليه الكفارة المغلظة مع التوبة، وان عمل صغيرة فعلية كفارة يمين " وقيل " في الكبيرة كفارة يمين، وفي الصغيرة التوبة والاستغفار والله اعلم ". 8

    وأما الزكاة : فيحسب جميع أمواله وعدد السنين من أول ملكة لا من زمن البلوغ فان الزكاة واجبة على مال الصبي 9 فيؤدي ما علم بغالب الظن انه في ذمته ،وإذا لم يؤديها جهلا منه أو تناسي ،أو أداها إلى غير مستحقيها أو اخرج من ماله بما يجزي عنه في الزكاة فعليه إعادتها إلى مستحقيها في جميع ذلك ، وان حضر الموت فليوصي بها ولا يتركها دون تأدية لها .10

    فصل :" من الكبائر ترك مفروض لاحق فيه لعبد من مظلمة مثل : الصلاة ، الصوم بلا عذر فالتوبة منه تكون بالكفارة ،و الندم ، والاستغفار فمن تاب منه ولم يبدله تسويفا أو جهلا حتى مات هلك ، وان لم يتأهب للبدل ففوجئ بالموت ، وان أبدل وتاب ولم يكفر أو نسيا فلا نقول بهلاكه" .11
    وأما الحج : إن تركه بعد الاستطاعة أو أفسده ببعض المفسدات من جماع أو ترك الوقف بعرفة أو الطواف بالبيت فعليه الحج إن فرط فيه بعد اللزوم ،أو أفسده بعد ما دخل فيه ، وان حضر الموت فليوصي به ، وكذلك ما لزمه من كفارة الأيمان والمغلظات أو الحنث بماله أو كان قد استطاع في بعض السنين ، ولم يتسنى له الخروج إلى الحج ، والآن قد أفلس فعليه الخروج ، فان لم يقدر بسبب الإفلاس ، فعليه إن يكتسب المال الحلال قدر الزاد فان لم يكن له لا كسب ولا مال ، فعليه ن يسال الناس ليصرف إليه من الزكاة أو الصدقات ما يحج به فان مات ولم يحج فلقد مات عاصيا والعجز الطارئ بعد القدرة لا يسقط عنه الحج فهذا الطريق تفتيشه عن الطاعات وتداركها . 12


    6- البقرة الآية 184صــــــ28ــــــــ
    7- انظر إلى أبي ظاهر ألنفوسي – قناطر الخيرات ، 2- القرضاوي في الطريق إلى الله التوبة إلى الله
    8- أبي طاهر ألنفوسي –قناطر الخيرات – بتصرف صــــــ212 ـــــــ
    10 – انظر إلى المرجع السابق ، و القرضاوي في الطريق إلى الله التوبة إلى الله صـــــ86 ـــــــ
    11- ش/ عبد العزيز الثمين / التاج المنظوم من درر المناهج المعلومة – بتصرف صــــ157 ــــــــ
    12- انظر إلى / قناطر الخيرات وفي كتاب الطريق إلى الله 4 لتوبة إلى الله صـــــــ86 ــــــــــ


    المطلب الثاني: التوبة من الذنوب:

    هناك من الذنوب التي ترتكب بحق الله من غير ترك الفرائض : وهي فعل المحرمات ، ولكنها تكون بالتوبة ويكون بالإتيان بشروط التوبة : الندم ،و التحسر ، والاستغفار ـ على ما كان منه ، والقضاء في حالة وجود القضاء ، والإضمار على ألا يعود ويطلب لكل معصية منها حسنة تناسبها ليمحها لقوله عليه لسلام :" واتبع السيئة الحسنة تمحها "13 ، وقوله تعالى{ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ}. 14

    هناك الكثير من المعاصي ، التي ترتكب في حق الله تعالى : كالنظر إلى ما حرمه الله تعالى ، والقعود في المسجد مع الجنابة ومس المصحف بغير طهارة ،وشرب الخمر ، وسماع ملاه ، والكذب ، والزنا ، واللواط ، والريا والنفاق ، والحسد ،والكبر يا وغيرها الكثير من المعاصي التي تتعلق بحق الله .
    15
    فصل :" ومن زنى ، أو غنى ، أو ناح أو قاد ، أو وشم ، أو فلج أسنانه أو فصل بشعر إنسان ، أو لعب بملاه ، فالتوبة إن اخذ شيئا على ذلك الرد إلى ربه ، وغرم مثله للفقراء إن أعطاه مع الندم وإلا أجزته ، والمأمور بفعله إن كان صبيا أو عبدا للأمر ، فضمانه على الأمر له ، وان كان بالغا واقر بالفعل فهو عليه ، وان أنكر فعلى الأمر ، وإنما يلزمه إذا بين عليه الأمر ، أو عوين منه ، لا أن اقر به المأمور".16

    وكما أسلفت من ذكر المعاصي فان التوبة من النظر إلى المحرم بالنظر غير المحرم، وغض البصر 17 ويكفر بالقعود بالمسجد مع الجنابة بالاعتكاف فيه ، ولاشتغال بالعبادة ، ومن مس المصحف جنبا بإكرام المصحف لقولة تعالى " لا يمسه إلا المطهرون " ، وكثرة القراة منه ، وكذلك أن يكتب مصحف و يجعله وقفا للمسجد ، ويكفر عن شرب الخمر بالتصدق بشراب الحلال هو أطيب منه وأحب إليه كالبن ، والعصير والماء ، ويكفر عن سماع الملاهي بسماع القران ومجالس الذكر لأنه مزمار الشيطان ،ويكفر عن الكذب بقول الكلام الحسن والصدق ، ويكفر عن الزنا واللواط بحفظ الفرج ، وبكثرة الالتجاء إلى الله تعالى وعدم إتباع شهوات النفس ، والشيطان ، والهوى .

    وأما عن النفاق ،والحسد ،و الرياء ،و الكبريا ،فكلها أمراض قلبية تصيب قلب الإنسان ، وقد يقع بالشرك والعياذ بالله ، ويكون التكفير عنها بتصفية القلب منها ، وأيضا إخلاص القلب منها
    وأما عن الأكل الحرام مثل : الميتة ، لحم الخنزير ، والأنجاس فيكفر عنها بالمأكل الحلال ، وما ذبح عن طرق الشريعة الإسلامية أي ( ما ذكر عليه اسم الله ، وما أحله الله للأكل ) أما إذا اطر الإنسان لأكل المحرم : مثل عند الجوع درجة الموت ، وإذا لم يجد ما يأكله فلا باس من ذلك لقولة تعالى {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }البقرة173
    وهكذا سائر الذنوب يكفر بكل معصية بما يناسبها من الطاعات ، وتعديد كل المعاصي غير ممكن ، وإنما المقصود سلوك الطريق المضاد، فان المرض يعالج بضده ،فكل طاعة ارتفعت إلى القلب بمعصية ، لا يمحوها إلا نور يرتفع إليها بحسنة تضادها ، والمتضاد هو المناسب ، فلذلك ينبغي أن تأتي كل سيئة من جنسها لتمحى عنه السيئة .

    فصل : من الكبائر ضرب الطبول وغيرها ، والدف إذا غني عليه ، وكل مافيه عاجل أو وعيد اجل .
    وقيل ليس فيما يعصى الله به صغير، ومن تعمدا فعلا عالما انه لا يحل له ذاكرا فليس بصغير فعله، ومنها أللطمه عند الأكثر، والكذبة إن أتلفت نفسا أو مالا وإلا فصغيرة، وقيل كبيرة مطلقا. 20
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    13 رواه الترمذي عن أبي ذر وصححه.
    14 – سورة هود الآية 114
    15 – انظر إلى كتاب قناطر الخيرات صــــ211ـ وكتاب في الطريق إلى الله التوبة إلى الله صـــ87 ــــ
    16 – ش/ عبد العزيز الثميني / تاج المنظوم من درر المناهج المعلوم / بتصرفصــــ157 ـــــــ
    17 انظر إلى كتاب قناطر الخيرات ، وكتاب في الطريق إلى الله التوبة إلى الله صــــــ87ــــــــ
    18 البقرة173
    20 – عبد العزيز الثمين - التاج المنظوم من درر المناهج المعلومة – بتصرف صـــــــ158 ـــــــــ


    *المبحث الثالث:الذنوب في حق العباد:

    لقد نهى الله سبحانه وتعالى عن ظلم العباد في مواضع عدة في القرآن الكريم لقوله تعالى ( وما للظالمين من حميم (1)ولا شفيع يطاع (2))، وأيضا جاء التحذير للظلام من قبل الله في قوله {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ } (3)وجاء في الحديث الشريف عن طريق أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ((القليل من أموال الناس يورث النار))(4) نستنتج أن المظالم والذنوب ما بين العبد وربه إذا تاب واخلص النية كان كمن لا ذنب له ، وأما ذنبه ومظالمه مع الناس فلا توبة له حتى يرد المظالم إلى أهلها لما رواه أبو عبيدة انه قال :سمعت من الصحابة يروون عن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الذنوب على وجهين : ذنب بين العبد وربه ، وذنب بين العبد وصاحبه ، فالذنب الذي بين العبد وربه إذا تاب منه كمن لا ذنب له ، وأما الذنب بينه وبين صاحبه فلا توبة له حتى يرد المظالم إلى أهلها ))(5) ، وتكون التخلص وقضاء المظالم للحق عن طريق التحلل من مظالمهم ، و أداء الحقوق إلى مستحقيها لقوله عله الصلاة والسلام (( من كان لأخيه عنده مظلمة من مال أو عرض فليتحلله اليوم، قبل ألا يكون دينار ولا درهم إلا الحسنات والسيئات ))(6) .
    ويمكن تقسيم مظالم العباد إلى أربعة مظالم :-
    مظالم تتعلق بالنفوس، و الأموال، والأعراض وإيذاء القلوب، والمظالم العامة.

    *المطلب الأول:-مظالم النفوس:-

    إن الله قد خلق الإنسان ، ويسر له سبل العيش في حياته وامن له حياته وحفظ له نفسه ، وحرم قتل النفس إلا عن وجه الحق ، كما بينه سبحانه وتعالى في آياته الكريمة {وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }المائدة45"وأما النفس فأن كان قتلها خطأ فتوبته تسليم الدية إلى ولي المقتول إما منه أو من عاقلته ، وتحرير رقبة وان كان عامدا موجبا للقصاص فعليه التوبة ، والتعريف إلى ولي الدم وتحكيمه في روحه فأن شاء عفى عنه ، وان شاء قتله ، وان عفاء عن الدية فعليه تحرير رقبة مؤمنة ولا يجوز له ذالك أن يخفي ذالك عن ولي الدم ، وان أبى ولي الدم أن يقتص منه ، ولا أن يعفو عنه فليعتق رقبة مؤمنة ، وليبتهل إلى الله تعالى أن يرضيه عنه يوم القيامة لقوله تعالى: ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ{178}
    [hr
    ]
    1.قريب مشفق
    2.سورة الآية
    3.سورة إبراهيم الآية 42-43
    4.السالمي (شرح الجامع الصحيح)ج3-ص494
    5.المصدر السابق –ص496
    6.رواه البخاري رقما 2449
    7.سورة المائدة45"
    8.الإمام أبي طاهر –قناطر الخيرات-ص213 بتصرف
    9. البقرة 178

    المطلب الثاني:المظالم المتعلقة بالأموال:

    كما حرم الله الاعتداء على النفس البشرية فكذلك حرم الاعتداء على أمواله
    "فان كان المتناول مالا تناوله بغصب أو خيانة،أو غبن في معامله بنوع تلبيس،كترويج زائف ،أو ستر عيب عن المبيع ،أو نقص أجرة أجير،أو منع أجرته فكل ذلك يجب أن يفتش عنه،لأمن حد بلوغه،بل من أول مدة وجوده،فان مايجب في مال الصبي يجب على الصبي إخراجه بعدا لبلوغ ،إن كان الولي قد قصر فيه،فان لم يفعل كان ظالما مطالبا به،إذ يستوي في الحقوق المالية،الصبي والبالغ،وليحاسب نفسه على الحبات والروانق من أول حياته إلى أول توبته ،قبل أن يحاسب يوم
    القيامة، وليناقش قبل أن يناقش، فمن لم يحاسب نفسه في الدنيا، طال في الآخرة حسابه.
    فان حصل مجموع ماعليه بظن غالب،ونوع من الاجتهاد ممكن،فليكتبه،وليكتب أسامي أصحاب المظالم واحدا واحدا،وليطف في نواحي العالم،وليطلبهم وليستحلهم،أو ليؤد حقوقهم،وهذه التوبة تشق على الظلمة،وعلى التجار،فإنهم لايقدرون على طلب المعاملين كلهم" 10 من اجتهاد في توصيل الحق إلى صاحبه فان لم يجده فيدفعه إلى ورثته فان تعذر ذلك بجله بهم ،أو لانقراضهم،أو لغير ذلك،فاختلف العلماء في ذلك:

    فقالت طائفة:لا توبة له إلا بأداء هذه المظالم إلى أربابها، فإذا كان ذلك قد تعذر عليه، فقد تعذرت عليه التوبة
    ومستندهم في ذلك إن هذا حق لأدمي لم يصل إليه،والله تعالى لايترك من حقوق عباده شيئا ،بل يستوفيها لبعضهم من بعض،ولا يجاوزه ظلم ظالم،فلا بد أن يأخذ للمظلوم حقه من ظالم
    ثم اختلف أصحاب هذا الرأي في حكم مابيده من الأموال ،فقالت طائفة يوقف أمرها ولايتصرف فيها البتة.

    وقالت طائفة:يدفعها إلى الإمام أو نائبه لأنه وكيل أربابها فيحفظها لهم، ويكون حكمها حكم الأموال الضائعة
    وقالت طائفة: بل باب التوبة مفتوح لهذا، ولم يغلقه الله عنهم، ولا عن مذنب وتوبته، وله أن يتصدق بتلك الأموال عن أربابها، وهذا مذهب جماعة من الصحابة كما هو مروي عن ابن مسعود ومعاوية وحجاج بن الشاعر11.

    ومثل ذلك ذكر في النيل فان تابعة مال أو نفس دما أو اعرضا، وحب الغرم أو الاستحلال، أو لزمت كفارة أو الزكاة أو نحوها أدائها. وان حال بين الفاعل والغرم والقعود حائل عذر.أوصى بذلك إذا احتضر، ولا يوصي بالقعود ولكن يوصي بالدية،وان لم يعرف صاحب الحق أو ليس منه إن ينفقه على الفقراء والأجر لصاحبه ، وان حضر صاحب الحق بعد ذالك أو أمكنه الإيصال لنفسه،وقبل الأجر فله ذلك ، وان لم يقبل بذلك غرم بذلك وكان الأجر للجاني وان لم يكن له مال عقد نية على الغرم ، وان احتضر أوصى لعله يوجد له مال بعد موته أو يقضي عنه احد 12
    ومن صور الظلم اليوم ،من اخذ المال بغير مجه حق في هذا العصر كأخذ بعض المواد الحاجبة أو الاستهلاكية من المؤسسة التي يعمل بها بعض الموظفين،وفي الحديث الشريف(القليل من أموال الناس يورث النار) فهل من معتبر،ومما يعدمن المظالم المالية اخذ بعض الموظفين مالا لكي يبسط سير المعاملة وهو المعروف بمصطلح(الرشوة)13
    وقد تفشى في السوق قضية كتمان العيوب في السلع وهذا ينافي هدية صلى الله عليه وسلم لقوله(من غشنا فليس منا)14
    وأجمل أن كان لدى التائب مظلمة مالية لأحد من الناس فليردها عليه سوا كانت تلك المظلمة غصبا ،أو سرقه ،أو أمانة مالية أوربا..............................الخ.
    وبعض الناس قد يستحي من رد تلك المظلمة وخصوصا إذا كانت سرقه فعلية إما أن يذهب إلى صاحب الحق بنفسه ويخبره مما كان من أمره ،ويرد عليه مااخذ منه ،وإما أن بهاتفه عبر الهاتف ويتفق معه على حل معين
    وإما أن يرسل المبلغ المالي بواسطة احد ويتحلل من صاحبه ولا يشترط أن يذكر اسم الفاعل.أو أن لم يجده فعلية إعطائه ورثته.15


    10.القرضاوي.في الطريق إلى الله 4التوبة إلى الله-ص90-بتصرف –
    11.ابن القيم الجوزية(كتاب التوبة)ص216-217وانظر إلى ناصر المحمودي –التوبة(بحث التخرج)ص54-55
    12.النيل وشرحه-ج 17-ص366بتصرف
    13هناك فرق بين الهدية والرشوة انظر الغزالي (إحياء علوم الدين)ج6ص139-140
    14.الإمام الربيع ص150
    15.محمد إبراهيم (التوبة)ص73-74بتصرف


    المطلب الأول:المظالم المتعلقة بالأعراض وإيذاء القلوب:

    ومن المظالم التي تعد تتعلق بالأعراض وإيذاء القلوب الغيبة والقذف وتوبة هذا فيه أختلف العلماء فيها فهل يشترط في توبته أعلامه بذلك بعينه والتحلل منه؟ أو إعلامه قد دنا من عرضه ولا يشترط تعينه ولا يشترط لا هذا ولا ذاك بل يكفي في توبته بينه وبين الله عز وجل من غير إعلام من قذفه واغتابه.13
    قالوا قوم :روي أن عائشة رضي الله عنها إنها فالت لامرأة أنها طويلة الذيل فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (اغتبتها فاستحليها )إذا الاستحلال لا بد منه إن قدر عليه وإن غاب أو مات أستغفر له إن كان متولا نفعه الدعاء ذلك ولا يستغفر له ،ولا يجب على ذكر تحليل ذاكره .بل تبرع وليس بواجب بل مستحب .وما ذكر من الاستحلال إنما هو إن حضر للغيبة أو بلغته.وما أن اغتابه وليس بحضرته ولا بلغته أو أغتاب حاضرا بلغة لم يفهمها أو بتلويح لا يفهمه أو غافلا ولم ينتبه ولم تبلغه أو لم يسمع فليتب وليزل ماحدث من نقص عند السامعين أو مضرة ،ولا يذكرها له لئلا يشوش على قلبه عليه.وقيل:يذكرها له وإن لم تبلغه ويطلب منه الحل للأحاديث المذكورة ولقوله الرسول عليه الصلاة والسلام (الغيبة لأجاب ما نصه:في ذلك خلاف بين العلماء.فقد ذهب كثيرا من أهل العلم إلى انه عليه أن يتوب إلى الله تعالى وليس عليه أن يذهب إلى ذلك الشخص فيخبره بأنه قد أغتابه ويطلب منه أن يسامحه في ذلك.وذهبت طائفة إلى أنه يجب أن يذهب إليه.والقول الأول لعله الأقوى لا سيما إذا خاف الفتنة والله اعلم.
    وإذا كانت المظلمة تتعلق بالأعراض كأن تتعلق بالمحارم مثلا كأن يكون الإنسان تاب من معاكسة أحد محارم المسلمين أو حصل بينهما ما لا يرضي الله تعالى فليستتر بستر الله.لأنه إذا أخبر وليتها فليتحلل منه حصل مفسدة كبرى فقد يسعى الوالي إلى التفشي والانتقام وقد يتأذى كثير بمجرد علمه وقد يحصل خلاف وفساد عريض.
    أما كان فالإخبار مصلحة كأن تكون المرأة التي حصل منها مستمرة على غيها فلا بأس بإشعار وليها أو احد معارفها العقلاء غير الهاتف أو الرسالة حتى يقف الفساد عند حده.

    المطلب الرابع:المظالم العامة

    فإذا كانت المظلمة عامة يتضرر منها عموم الناس وذلك كحال من كان صحفيا يبث سمومه عبر ألصحافه وكان ممثلا يغري الناس بالرذيلة من خلال تمثيله أو كان مطربا يؤدي الأغاني الماجنة أو كان كاتبا ينشر ماينافي الفضيلة اوكان مبتدعا في دين الله ناشرا لبدعته أو كان ممن يستخدم مواهبه وإمكانياته لمحاربة الخير ونشر الشر على عامة الناس فالواجب على هؤلاء أن يتوبوا إلى الله ،وتوبتهم تكون بالندم على مافات ،وإظهار الندم، وإعلان الخطأ، والرجوع عنه ،والقيام بنشر الخير قدر المستطاع ،والإكثار من فعل الطاعات ،والدرس على هداية من تسببوا في إغوائهم ،وتسخير الموهبة في خدمة الدين ،وما يلحق بالمظالم العامة التي يجب أن يتاب منها:بيع الخمور ،والمخدرات ،والدخان ،وبيع الأفلام الهابطة، والمجلات الماجنة الخليعة ،ولا يلزم من توبة هؤلاء أن يعلنوا بها فقد لا يترتب على ذلك مصلحة اللهم إلا إذا كان ذلك من باب أن يقتدي بهم غيرهم ،فالتوبة في حقهم أن يدعوا من قاموا به وان يحرصوا كل الحرص على إصلاح ماافسدوه وان يقبلوا على الله ،ويكثروا من الاستغفار وسائر الطاعات وبالجملة فكل مظلمة يستطيع الإنسان أن يتحلل منها فليفعل ،ومن لم يستطع فلا حرج عليه فعفو الله مأمول ولايكلف الله نفسا الاوسعها.15

    خاتمه


    الحمد الله ،واشكره الذي أعانني على كتابة هذا التقرير على الوجه الذي يحبه ،ويرضاه ،والذي قمت فيه بجمع المعلومات من عدة كتب والذي توصلت فيه إلى النتائج التالية:
    1.ماكان بين العبد وربه يغفره الله تعالى بالتوبة ،وأما ماكان بين العبد والناس فعليه رد المظالم إليهم.
    2.من فرط في تأدية الصلاة أو الصيام فعليه القضاء لتلك الأيام ،وتأدية الكفارات والمغلظات.
    3.من لم يؤدي الزكاة ،ولم يخرجها فعليه حساب ماعليه و تأديتها إلى مستحقيها.
    4.من فرط في الحج ببعض مفسداته فعليه إعادة الحج ،وتأدية الكفارات ،والمغلظات
    5.من قتل مؤمن عمدا فعليه القصاص بشروطه من ولى أمر المقتول .، وان استحله فعليه نادية الدية وكذلك إن قتل خطا عليه الدية.
    6.من علية مظلمة من أموال فعليه إرجاعها أو التصدق بها في حالة إن لم يجد صاحبها أوعليه إرجاعها إلى ورثته في حالة موته .
    7.من قام بالغيبة و القذف فعلية التعذر منه أو الاستحلال منه.

    هذه بعض النتائج التي توصلت إليها ،وهي تعتبر رؤوس أقلام ،والبقية في التقرير ،وقبل الختام لابد من بعض التوصيات المهمة وهي كالأتي:
    1.الاهتمام بذكر الله ،والرجوع إليه بالتوبة والغفران.
    2.المسارعة بالتوبة ،قبل وصول مفرق الجماعات ،وميتم البنين، والبنات(الموت).
    3.حفظ اللسان، والفرج من الوقوع في الفاحشة، ومخالفة هوى النفس، والشيطان.
    4.الحرص على أداء الفرائض والواجبات ؛لان فيها رضا الرب ،وراحة القلب.
    5.إرجاع المظالم إلى أهلها قبل إن لا تكون المظالم دراهم ودينار، وإنما اخذ الحسنات، والقذف في نار جهنم والعياذ بالله.

    وفي الختام اسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن ينال هذا التقرير المتواضع على إعجاب كل من يطلع عليه،وأن يحصل منه على الفائدة والتعليم .
    وصلى الله على سيدنا محمد و على آله وصحبه و سلم
    و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والحمد لله رب العالمين .





    المراجع والمصادر

    ]size=24]1- عبد العزيز بن الحاج بن إبراهيم الثميني(ت:1223ه/1808م)
    الكتاب:التاج المنظوم في درر المناهج المعلوم
    ضبط النص:- محمد بن موسى بابا عمر
    - مصطفى بن محمد شريف
    الطبعة الأولى 1421- 2000م- المجلد الأول.

    2- ناصر بن سعيد بن أحمد المحمودي
    البحث:بحث تخرج بعنوان التوبة
    إشراف الشيخ:لؤي بن محمد الشريف
    السنة:1423ه- 2002م

    3- د:يوسف القرضاوي
    الكتاب:في الطريق إلى الله (4)التوبة إلى الله
    الناشر:مكتبة وهبة – القاهرة – مصر.

    4- إسماعيل بن مر الجيطالي ألنفوسي
    الكتاب:قناطر الخبرات
    الناشر:دار النهضة للنشر والتوزيع – سلطنة عمان
    السنة:1418ه - 1998م- الجزء الثاني

    5- منير البياني
    الكتاب:موسوعة المسلم في التوبة والترقي في مدارج الإيمان
    الناشر: دار النفائس
    الطبعة: الأولى- المجلد- الأول

    6- محمد بن يوسف أطفيش
    الكتاب:شرح النيل الشفاء العليل
    الناشر:مكتبة الإرشاد – جدة – السعودية
    الأجزاء: الأول والسابع

    7- محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري (ت256ه)
    الكتاب:صحيح البخاري
    تحقيق:عبد العزيز بن عبد الله بن باز
    الناشر:دار الفكر للطباعة والنشر

    8- محمد بن أبي بكر ألزرعي (692- 751ه)
    الكتاب: التوبة
    تحقيق: جابر البطاوي
    دار النشر:دار الجيل _بيروت

    9- الشيخ:عبد الله بن حميد السالمي
    الكتاب:شرح الجامع الصحيح
    الناشر:سعود بن حمد بن نور الدين السالمي
    رقم الإيداع:113/93

    10- لسان العرب
    المؤلف:الإمام العلامة أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور الإفريقي المصري
    الناشر:دار صادر – بيروت

    11- إحياء علوم الدين
    المؤلف :أبن حامد الغزالي
    راجعه وخرج أحاديثه:محمد سعيد محمد <دراسات عليا في الشريعة الإسلامية>
    الناشر:دار البيان العربي

    12- كتاب التوبة
    المؤلف :إبن القيم الجوزية محمد بن أبي بكر الدرعي الدمشقي
    تحقيق: صابر البطاوي
    دار النشر :
    دار الجيل - بيروت
    [/size]


    عدل سابقا من قبل شبل العقيدة في الإثنين 19 ديسمبر 2011, 10:33 am عدل 1 مرات
    avatar
    أستغقر الله واتوب إليه
    شبل
    شبل


    ذكر
    عدد المساهمات : 49
    تاريخ الميلاد : 21/08/1994
    تاريخ التسجيل : 26/08/2010
    العمر : 29

    بحث بعنوان التوبة Empty رد: بحث بعنوان التوبة

    مُساهمة من طرف أستغقر الله واتوب إليه الأربعاء 03 أغسطس 2011, 10:53 am

    مشكور يا شبل العقيدة على المجهود الأكثر من الرائع

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 06 يوليو 2024, 2:12 pm