مقدمة
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله رب الأحياء والأموات، والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فلقد خلق الله المخلوقات، وكتب لهم معيشتهم ومماتهم فالموت حق على كل مخلوق لقوله تعالى. {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }العنكبوت57 ولقد شرع الله للميت قبل دفنه صلاة الجنازة فالصلاة على الأموات برهم وفاجرهم على القول الصحيح سنة واجبة على الكفاية ،يهلك الناس بتركها ،وقيل :إن تعمدوا دفنه بدون صلاة وجبت عليهم التوبة وصلوا عليه ولو من بعيد ،،ولو طال الزمان ،كما لو نسوها ولا إثم بالنسيان .
وجاء التقرير الذي بموضوع صلاة الجنازة على النحو الأتي:
1)المبحث الأول:التعريف بصلاة الجنازة لغة واصطلاحا.
المطلب الأول:تعريف صلاة الجنازة لغة.
المطلب الثاني:تعريف الجنازة لغة.
المطلب الثالث:تعريف صلاة الجنازة لغة واصطلاحا.
2)المبحث الثاني. مشروعية صلاة الجنازة وفضلها.
3)المبحث الثالث:حكم صلاة الجنازة.
4)المبحث الرابع: شروط صلاة الجنازة.
5)المبحث الخامس:كيفية صلاة الجنازة.
6)الخاتمة.
7)المصادر والمراجع.
وأخيرا أسأل الله عز وجل أن يوفقني إلى ما يحبه ويرضاه ويسرني الطريق لأسير فيها بدون مطبات تعوق على السير إلى تقريري وأسأله تعالى جلة قدرته أن يفتح لي الأبواب المغلقة وأسأله تعالى التوفيق في الدنيا والآخرة.
- المبحث الأول:التعريف بالصلاة لغة واصطلاحا:-
الصلاة عمود الدين أي قوام الدين،وهي من أول العبادات التي لا يسع جهلها بعد قيام حجة التكليف بها(1)ومنها تتفرع إلى عدة أقسام منها صلاة الجنازة.فما هو تعريف صلاة الجنازة لغة واصطلاحا؟؟؟
*المطلب الأول:تعريف الصلاة لغة:
الصلاة لغة:الدعاء قال تعالى: ( وصل عليهم إن صلواتك سكن لهم)أي ادع لهم ومنه قول الشاعر
تقول بنتي وقد قربت مرتحلا يأرب جنب أبي الاوصاب والوجع
عليك مثل الذي (صليت) فاغتمي نوما فأن الجنب المرء مضطجع(2)
- المطلب الثاني:تعريف الجنازة لغة:-
الجنازة:الجنازة بفتح الميت، والجنازة بالكسر السرير الذي يحمل عليه الميت، على أن يكون هو فيه، وإلا فهو مجرد نعش وسرير(3).
*المطلب الثاني:تعريف صلاة الجنازة اصطلاحا:
الصلاة على الجنازة:هي عبادة مخصوصة لا تشابه الصلوات فيها شيء من أركانها إلا في القيام والاستقبال والقراءة.وأما التكبير فإنه مخالف للتكبير في سائر الصلوات، لان التكبير فيه علامات الانتقال من قيام إلى قعود ومن قعود والى قيام ونحو ذلك.(4)
المبحث الثاني:مشروعية صلاة الجنازة وفضلها:
وردفي حكمة مشروعية الصلاة على الميت ،وفي فضلها وفي انتفاع من يصلي عليه بها أحاديث كلها تصرح بان موضوع هذه الصلاة شافعة من المسلمين إلى الرحمن الرحيم ارحم الراحمين لعبده المسكين المنقطع إليه القادم ضيفا عليه الرهين بمكاسب يديه فكانت مشروعيتها بابا من أبواب رحمته ووسيلة دلت عليها لينال بها ذلك المسكين فضلا من عنده ،وبان أنها سبب من أسباب الرحمة ،وصنعا من الله لعباده ينتفعون به بعد انقطاع الحيلة.
ومما يدلنا على مشروعيتها وفضلها مايلي:
1.قوله عليه الصلاة والسلام(من صلى على جنازة فله قيراط ،ومن تبعها حتى يقضى دفنها فله قيراطان ،احدهما اواصغرهما مثل احد)
2.وروى البخاريمن تبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا،وكان معه حتى يصلي عليها ويفرغ من دفنها،فانه يرجع بقيراطين ؛كل قيراط مثل جبل احد) ورواهما ابن ماجه وله رواية: إن القيراط أعظم من احد
فإما إن هذه الزيادة فضل من الله عزوجل ،إما إن يتفاوت الأجر بالإمام أو الميت.
3.قال كريب مولى ابن عباس:هلك ابن لعبد الله بن عباس ، فقال :ياكريب قم فانظر هل اجتمع لابني احد ؟ فقلت : نعم .فقال:ويحك كم تراها الربعين؟ قلت: لا بل هم أكثر قال:فاخرجوا بابني، فاشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلمما من أربعين من المؤمنين يشفعون لمؤمن إلا شفعهم الله).
4.قال مالك ابن هبيرة ،وكان له صحبة ما صف صفوف ثلاثة من المسلمين على ميت إلا اوجب )
وكان مالك ابن هبيرة هذا إذا أتى بجنازة فتقلل من تبعها جزأهم ثلاثة صفوف ثم صلى عليها ،ذكر ذلك ابن ماجة بسنده إلى مرثد بن عبد الله المازني.
5.(ما من مؤمن يموت فيصلي عليه امة من الناس يبلغون أن يكونوا ثلاثة صفوف، الاغفرله)
6.(ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه)
وكان علي إذا صلى على جنازة يقول (إنا لقائمون،وما يصلي على المرء إلا عمله )،وهذا الأثر تفسير للاحاديث السابقة فيمن يصلي عليه عدد كذا، بأنه يشفعون له مع تقدم عمله الصالح وتقواه ، فيمن إن يكونوا سببا لقبول عمله.1
المبحث الثالث:حكم صلاة الجنازة:
من المتفق عليه بين أئمة الفقه أن الصلاة على الميت فرض كفاية، لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بها، ولمحافظة المسلمين عليها. لقوله عليه الصلاة والسلام )الصلاة على موتى أهل القبلة المقربين بالله ورسوله واليوم الاخر واجبة فمن تركها فقد كفر)
ومن الكتاب قوله تعالى {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ } في نهيه تعالى لنبيه لصلاة على المنافقين.1
ويقول الإمام الجيطالي فهي فرض على الكفاية إذا قام بها البعض سقطت عن الباقين وإذا تركها الجميع هلكوا جميعا ،وخص أصحابنا بالمنع من الصلاة عن مانع الحق ،والمرأة العاصية والباغية ،والقاعدة على فراش الحرام .
ومن العلماء من لم يجزي الصلاة على أهل النفاق، والكبائر، وأهل البدع والبغي، واختلفوا فيمن قتل حدا أو قتل نفسه، والاختلاف أيضا في الصلاة على الشهداء المقتولين في المعركة.
وإما أهل البدع فلا اختلاف في تكفيرهم، وأما قاتل نفسه فروي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلي عليه.
والذي عندي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالصلاة على أهل القبلة، ولم يستثني منهم احد 2
وقد اجمع أكثر أهل العلم على إجازة الصلاة على كل من قال :لااله إلا الله ،وقد ورد فيه الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا على من قال لا اله إلا الله ،وسوا كان من أهل الكبائر أو من أهل البدع ،إلا إن مالكا البدع ،ولم ير إن يصلى الإمام على من قتله حدا
المبحث الرابع:شروط صلاة الجنازة:
يشترط لصلاة الجنازة مايشترط لسائر الصلوات المكتوبة من طهارة ،واستقبال القبلة ،ومراعاة الأوقات ،إذ الأصل يحكم لصلاة الجنازة بما يحكم بكل الفرائض إلا إذا دل دليل خلاف ذلك.1
ويقول الإمام الجيطالي على أن من شروطها الطهارة كما أن من شروطها استقبال القبلة . ومنع منه آخرون .وسبب الخلاف فيمالمفروضة،لصلاة المفروضة ، فمن شبهها بالفريضة أجاز التيمم عند دخول وقتها . ومن لم يشبهها بالتيمم لم يجزئ لها التيمم. لأنه عنده من فروض الكفاية .وذهب قوم إلى جواز الصلاة عليها بغير طهارة، وعندهم اسم الصلاة الشرعية لا يطلق عليها اسم الدعاء، إذ ليس فيها ركوع ولا سجود والله أعلم(2)
واتفق الأكثر على أن من شروطها الطهارة كما أتفق جميعهم على أن من شروطها القبلة، واختلفوا في جواز التيمم إذا خيف فواتها.
فقال قوم والشافعي وأحمد إذا خاف الفوات ربه قال أبو حنيفة وسفيان الثوري والاوزاعي .وقال مالك والشافعي وأحمد لا يصلي عليه بتيمم.وشذ قوم فقالوا: يجوز أن يصلي على الجنازة بغير طهارة وهو قول الشعبي وهؤلاء ظنوا أن اسم الصلاة لا يتناول صلاة الجنازة وإنما يتناولها اسم الدعاء إذ كان ليس فيها ركوع ولا سجود .
المبحث الخامس: كيفية صلاة الجنازة :
اختلف فيها العلماء اختلافا كثيرا من الصحابة والتابعين في عدد تكبيراتها وقراءة الدعاء فيها ،لكن المعمول به عند أصحابنا :أن يوضع الميت على سرير طاهر على جنبه الأيمن مستقبلا القبلة ،ورأسه ما يلي المغرب ورجلاه مما يلي المشرق فيتقدم للصلاة عليه وليه إذا حضر أو من غيره من المسلمين. إن لم يحضر ويجعل بينه وبين الميت مقدار سجود بعد ـن يأتي بشروط الصلاة في نفسه وفي الميت. ويستقبل من الذكر صدره ومن الأنثى رأسها ويعقد النية ويقول:اللهم ان نيتي واعتقادي اني أصلي صلاة الميت طاعة لق ولرسولك عليه السلام ،سبحان الله الجليل الكبير سبحان الله العظيم. ثم يكبر ثم بقراء فاتحة الكتاب سرا في نفسه ثم يكبر ثانية ثم بقراء فاتحة الكتاب أيضا سرا.ثم يكبر ثالثة ثم يقول :اللهم هذا عبدك ابن عبدك ابن أمتك ونحن عبيدك بنو عبيدك بنو إيمائك توفيته وأبقيتنا بعده ،اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده أمين يا رب العالمين .ثم يكبر رابعة فيسلم .وهكذا الصلاة على عامة الأموات، أربع تكبيرات وتسليمه واحدة ليس فيها ركوع ولا سجود ولا تشهد والله اعلم.
وإن كان الميت أنثى قال: اللهم أن هذه أمتك فيخاطبها بلفظ التأنيث في جميع خطابها.وإن كان طفلا زاد في دعائه اللهم اجعله لنا سلفا وفرطا وأجرا وذخرا عندك يأرب ياأرحم الراحمين. وإن كان متولى ترحم عليه ،وقال: اللهم أبدله دارا خيرا من داره وقرارا خيرا من قراره وأهلا خيرا من أهله ووسع لحده وألحقه بنبينا عليه الصلاة والسلام واصعد روحه مع أرواح الصالحين برحمتك يا أرحم الراحمين . ثم يكبر رابعة ويسلم في جميع ما قدما وتصلي صلاة الميت بالجماعة الانفراد(1).
بعض التنبيهات المهمة لصلاة الجنازة2:
التنبيه الأول: يقف الإمام حال الصلاة على الميت عند رأس الرجل ووسط المرأة،مع وجود الخلاف لكن هذا الرأي أهدى سبيلا ،وأقوم قيلا،،واقوي دليلا؛لثبوته في المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم،وقد ذكر بعض أهل العلم إن الحكمة من ذلك أن يستر الإمام عجيزة المرأة عن الرجال .
التنبه الثاني: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الزيادة على التكبيرات الأربع لأنه يكون الاغلب أربع تكبيرات؛لأنه أخر فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ،وكانوا يأخذون بالأحدث فالأحدث من أمر الرسول صلى الله عليه وسلم.وأم الزيادة في بعض الأحيان مع امن البلبلة ،ووقوع البس على كثير من الناس فلذلك لأمانع منه
التنبيه الثالث:الأصل في صلاة الجنازة إن تكون خارج المسجد،ولكن لأمانع على الراجح عند سماحة المفتي والعلامة القنوبي ،من أداء صلاة الجنازة في المسجد ،حتى مع عدم وجود عذر
التنبيه الرابع: لأمانع من صلاة المرأة على الجنازة إذا لم هنالك اختلاط أو محظورا أخر ،وكذلك استظهر المحققان الخليلي والقنوبي-يحفظهما الله-انه لا مانع من انفراد النساء بالصلاة على الجنازة؛لما ثبت إن نساء الصحابة رضي الله عنهن صلين على النبي صلى الله علية وسلم بل يجب عليهن ذلك إن لم يوجد احد من الرجال.1
التنبيه الخامس: أولى الناس بالصلاة على الميت أبوه ،ثم الزوج،ثم الابن ،ثم الأخ،ثم العم،ثم الأقرب فالأقرب ،ولا يصلى عليه حتى يستأذن وليه ولو امرأة وكذا دفنه،وقيل يقدم القوم في الصلاة ،وإما الدفن فلا،بل بد من الولي من رضوا به للصلاة عليه كغيرها.
الخاتمة:
الحمد الله ،واشكره الذي أعانني على كتابة هذا البحث على الوجه الذي يحبه ،ويرضاه ،والذي قمت فيه بجمع المعلومات من عدة كتب والذي توصلت فيه إلى
النتائج التالية:
1.شرعت صلاة الجنازة لشفاعة المصلين إلى الله عزوجل على أخوهم الميت.
2.لصلاة الجنازة فضل عظيم لمن يقوم بها، وهي فرض كفاية كما بينها القران الكريم، وألسنه النبوية الشريفة.
3.يشترط لصلاة الجنازة ،مايشترط لجميع الصلوات المفروضة ،من طهارة،واستقبال القبلة،ومراعاة الوقت.
4.تصلى صلاة الجنازة بأربعة تكبيرات بدون ركوع ولا سجود ،وفي النهاية الدعاء للميت.
هذه بعض النتائج التي توصلت إليها ،وهي تعتبر رؤوس أقلام ،والبقية في التقرير،وقبل الختام لابد من بعض التوصيات المهمة وهي كالأتي:
1.إخلاص نية العبادة لله تبارك وتعالى.
2.الاهتمام بصلاة الجنازة ،وجميع الصلوات المفروضة لما فيها من زيادة التقرب إلى الله وزيادة الأجر.
3.يجب على المرء تعلم صلاة الجنازة لنيل الأجر،ويزداد العلم،لان العلم لايثبت إلا بالتطبيق والمدارسة ،وينبغي كذلك تعلم الأوقات التي يجوز فيها الصلاة والتي لأتجوز فيها.
وفي الختام اسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن ينال هذا التقرير المتواضع على إعجاب كل من يطلع عليه،وأن يحصل منه على الفائدة والتعليم .
وصلى الله على سيدنا محمد و على آله وصحبه و سلم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والحمد لله رب العالمين .
المصادر و المراجع:
1.شرح كتاب النيل وشفاء العليل
المؤلف:الشيخ محمد بن يوسف أطفيش.
الجزء:الثاني.
الناشر:مكتبة الإرشاد-جدة-المملكة العربية السعودية
1. معارج الآمال على مدارج الكمال بنظم مختصر الخصال.
المؤلف:عبدا لله بن حميد السالمي
الناشر:مكتبة الإمام السالمي-ولاية بدية-سلطنة عمان
دار النشر:دار الراشد للطباعة والنشر والتوزيع
3.نثار الجوهر في علم الشرع الأزهر
المؤلف: الشيخ ناصر بن سالم البهلاني
الجزء:الخامس
الناشر: مكتبة مسقط، مسقط، سلطنة عمان
4.المعتمد في فقه الصلاة
المؤلف:المعتصم بن سعيد ألمعولي
شارك في المراجعة:الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي
الناشر:مكتبة الأنفال_مسقط_سلطنة عمان.
الطبعة:الأولى 1430ه
5.قواعد الإسلام
المؤلف:الإمام إسماعيل بن موسى الجيطالي ت(750)ه
الجزء:الأول
الطبعة:الأولى
10- لسان العرب
المؤلف:الإمام العلامة أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور الإفريقي المصري
الناشر:دار صادر – بيروت
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله رب الأحياء والأموات، والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فلقد خلق الله المخلوقات، وكتب لهم معيشتهم ومماتهم فالموت حق على كل مخلوق لقوله تعالى. {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ }العنكبوت57 ولقد شرع الله للميت قبل دفنه صلاة الجنازة فالصلاة على الأموات برهم وفاجرهم على القول الصحيح سنة واجبة على الكفاية ،يهلك الناس بتركها ،وقيل :إن تعمدوا دفنه بدون صلاة وجبت عليهم التوبة وصلوا عليه ولو من بعيد ،،ولو طال الزمان ،كما لو نسوها ولا إثم بالنسيان .
وجاء التقرير الذي بموضوع صلاة الجنازة على النحو الأتي:
1)المبحث الأول:التعريف بصلاة الجنازة لغة واصطلاحا.
المطلب الأول:تعريف صلاة الجنازة لغة.
المطلب الثاني:تعريف الجنازة لغة.
المطلب الثالث:تعريف صلاة الجنازة لغة واصطلاحا.
2)المبحث الثاني. مشروعية صلاة الجنازة وفضلها.
3)المبحث الثالث:حكم صلاة الجنازة.
4)المبحث الرابع: شروط صلاة الجنازة.
5)المبحث الخامس:كيفية صلاة الجنازة.
6)الخاتمة.
7)المصادر والمراجع.
وأخيرا أسأل الله عز وجل أن يوفقني إلى ما يحبه ويرضاه ويسرني الطريق لأسير فيها بدون مطبات تعوق على السير إلى تقريري وأسأله تعالى جلة قدرته أن يفتح لي الأبواب المغلقة وأسأله تعالى التوفيق في الدنيا والآخرة.
- المبحث الأول:التعريف بالصلاة لغة واصطلاحا:-
الصلاة عمود الدين أي قوام الدين،وهي من أول العبادات التي لا يسع جهلها بعد قيام حجة التكليف بها(1)ومنها تتفرع إلى عدة أقسام منها صلاة الجنازة.فما هو تعريف صلاة الجنازة لغة واصطلاحا؟؟؟
*المطلب الأول:تعريف الصلاة لغة:
الصلاة لغة:الدعاء قال تعالى: ( وصل عليهم إن صلواتك سكن لهم)أي ادع لهم ومنه قول الشاعر
تقول بنتي وقد قربت مرتحلا يأرب جنب أبي الاوصاب والوجع
عليك مثل الذي (صليت) فاغتمي نوما فأن الجنب المرء مضطجع(2)
- المطلب الثاني:تعريف الجنازة لغة:-
الجنازة:الجنازة بفتح الميت، والجنازة بالكسر السرير الذي يحمل عليه الميت، على أن يكون هو فيه، وإلا فهو مجرد نعش وسرير(3).
*المطلب الثاني:تعريف صلاة الجنازة اصطلاحا:
الصلاة على الجنازة:هي عبادة مخصوصة لا تشابه الصلوات فيها شيء من أركانها إلا في القيام والاستقبال والقراءة.وأما التكبير فإنه مخالف للتكبير في سائر الصلوات، لان التكبير فيه علامات الانتقال من قيام إلى قعود ومن قعود والى قيام ونحو ذلك.(4)
المبحث الثاني:مشروعية صلاة الجنازة وفضلها:
وردفي حكمة مشروعية الصلاة على الميت ،وفي فضلها وفي انتفاع من يصلي عليه بها أحاديث كلها تصرح بان موضوع هذه الصلاة شافعة من المسلمين إلى الرحمن الرحيم ارحم الراحمين لعبده المسكين المنقطع إليه القادم ضيفا عليه الرهين بمكاسب يديه فكانت مشروعيتها بابا من أبواب رحمته ووسيلة دلت عليها لينال بها ذلك المسكين فضلا من عنده ،وبان أنها سبب من أسباب الرحمة ،وصنعا من الله لعباده ينتفعون به بعد انقطاع الحيلة.
ومما يدلنا على مشروعيتها وفضلها مايلي:
1.قوله عليه الصلاة والسلام(من صلى على جنازة فله قيراط ،ومن تبعها حتى يقضى دفنها فله قيراطان ،احدهما اواصغرهما مثل احد)
2.وروى البخاريمن تبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا،وكان معه حتى يصلي عليها ويفرغ من دفنها،فانه يرجع بقيراطين ؛كل قيراط مثل جبل احد) ورواهما ابن ماجه وله رواية: إن القيراط أعظم من احد
فإما إن هذه الزيادة فضل من الله عزوجل ،إما إن يتفاوت الأجر بالإمام أو الميت.
3.قال كريب مولى ابن عباس:هلك ابن لعبد الله بن عباس ، فقال :ياكريب قم فانظر هل اجتمع لابني احد ؟ فقلت : نعم .فقال:ويحك كم تراها الربعين؟ قلت: لا بل هم أكثر قال:فاخرجوا بابني، فاشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلمما من أربعين من المؤمنين يشفعون لمؤمن إلا شفعهم الله).
4.قال مالك ابن هبيرة ،وكان له صحبة ما صف صفوف ثلاثة من المسلمين على ميت إلا اوجب )
وكان مالك ابن هبيرة هذا إذا أتى بجنازة فتقلل من تبعها جزأهم ثلاثة صفوف ثم صلى عليها ،ذكر ذلك ابن ماجة بسنده إلى مرثد بن عبد الله المازني.
5.(ما من مؤمن يموت فيصلي عليه امة من الناس يبلغون أن يكونوا ثلاثة صفوف، الاغفرله)
6.(ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه)
وكان علي إذا صلى على جنازة يقول (إنا لقائمون،وما يصلي على المرء إلا عمله )،وهذا الأثر تفسير للاحاديث السابقة فيمن يصلي عليه عدد كذا، بأنه يشفعون له مع تقدم عمله الصالح وتقواه ، فيمن إن يكونوا سببا لقبول عمله.1
المبحث الثالث:حكم صلاة الجنازة:
من المتفق عليه بين أئمة الفقه أن الصلاة على الميت فرض كفاية، لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بها، ولمحافظة المسلمين عليها. لقوله عليه الصلاة والسلام )الصلاة على موتى أهل القبلة المقربين بالله ورسوله واليوم الاخر واجبة فمن تركها فقد كفر)
ومن الكتاب قوله تعالى {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُونَ } في نهيه تعالى لنبيه لصلاة على المنافقين.1
ويقول الإمام الجيطالي فهي فرض على الكفاية إذا قام بها البعض سقطت عن الباقين وإذا تركها الجميع هلكوا جميعا ،وخص أصحابنا بالمنع من الصلاة عن مانع الحق ،والمرأة العاصية والباغية ،والقاعدة على فراش الحرام .
ومن العلماء من لم يجزي الصلاة على أهل النفاق، والكبائر، وأهل البدع والبغي، واختلفوا فيمن قتل حدا أو قتل نفسه، والاختلاف أيضا في الصلاة على الشهداء المقتولين في المعركة.
وإما أهل البدع فلا اختلاف في تكفيرهم، وأما قاتل نفسه فروي أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصلي عليه.
والذي عندي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالصلاة على أهل القبلة، ولم يستثني منهم احد 2
وقد اجمع أكثر أهل العلم على إجازة الصلاة على كل من قال :لااله إلا الله ،وقد ورد فيه الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا على من قال لا اله إلا الله ،وسوا كان من أهل الكبائر أو من أهل البدع ،إلا إن مالكا البدع ،ولم ير إن يصلى الإمام على من قتله حدا
المبحث الرابع:شروط صلاة الجنازة:
يشترط لصلاة الجنازة مايشترط لسائر الصلوات المكتوبة من طهارة ،واستقبال القبلة ،ومراعاة الأوقات ،إذ الأصل يحكم لصلاة الجنازة بما يحكم بكل الفرائض إلا إذا دل دليل خلاف ذلك.1
ويقول الإمام الجيطالي على أن من شروطها الطهارة كما أن من شروطها استقبال القبلة . ومنع منه آخرون .وسبب الخلاف فيمالمفروضة،لصلاة المفروضة ، فمن شبهها بالفريضة أجاز التيمم عند دخول وقتها . ومن لم يشبهها بالتيمم لم يجزئ لها التيمم. لأنه عنده من فروض الكفاية .وذهب قوم إلى جواز الصلاة عليها بغير طهارة، وعندهم اسم الصلاة الشرعية لا يطلق عليها اسم الدعاء، إذ ليس فيها ركوع ولا سجود والله أعلم(2)
واتفق الأكثر على أن من شروطها الطهارة كما أتفق جميعهم على أن من شروطها القبلة، واختلفوا في جواز التيمم إذا خيف فواتها.
فقال قوم والشافعي وأحمد إذا خاف الفوات ربه قال أبو حنيفة وسفيان الثوري والاوزاعي .وقال مالك والشافعي وأحمد لا يصلي عليه بتيمم.وشذ قوم فقالوا: يجوز أن يصلي على الجنازة بغير طهارة وهو قول الشعبي وهؤلاء ظنوا أن اسم الصلاة لا يتناول صلاة الجنازة وإنما يتناولها اسم الدعاء إذ كان ليس فيها ركوع ولا سجود .
المبحث الخامس: كيفية صلاة الجنازة :
اختلف فيها العلماء اختلافا كثيرا من الصحابة والتابعين في عدد تكبيراتها وقراءة الدعاء فيها ،لكن المعمول به عند أصحابنا :أن يوضع الميت على سرير طاهر على جنبه الأيمن مستقبلا القبلة ،ورأسه ما يلي المغرب ورجلاه مما يلي المشرق فيتقدم للصلاة عليه وليه إذا حضر أو من غيره من المسلمين. إن لم يحضر ويجعل بينه وبين الميت مقدار سجود بعد ـن يأتي بشروط الصلاة في نفسه وفي الميت. ويستقبل من الذكر صدره ومن الأنثى رأسها ويعقد النية ويقول:اللهم ان نيتي واعتقادي اني أصلي صلاة الميت طاعة لق ولرسولك عليه السلام ،سبحان الله الجليل الكبير سبحان الله العظيم. ثم يكبر ثم بقراء فاتحة الكتاب سرا في نفسه ثم يكبر ثانية ثم بقراء فاتحة الكتاب أيضا سرا.ثم يكبر ثالثة ثم يقول :اللهم هذا عبدك ابن عبدك ابن أمتك ونحن عبيدك بنو عبيدك بنو إيمائك توفيته وأبقيتنا بعده ،اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده أمين يا رب العالمين .ثم يكبر رابعة فيسلم .وهكذا الصلاة على عامة الأموات، أربع تكبيرات وتسليمه واحدة ليس فيها ركوع ولا سجود ولا تشهد والله اعلم.
وإن كان الميت أنثى قال: اللهم أن هذه أمتك فيخاطبها بلفظ التأنيث في جميع خطابها.وإن كان طفلا زاد في دعائه اللهم اجعله لنا سلفا وفرطا وأجرا وذخرا عندك يأرب ياأرحم الراحمين. وإن كان متولى ترحم عليه ،وقال: اللهم أبدله دارا خيرا من داره وقرارا خيرا من قراره وأهلا خيرا من أهله ووسع لحده وألحقه بنبينا عليه الصلاة والسلام واصعد روحه مع أرواح الصالحين برحمتك يا أرحم الراحمين . ثم يكبر رابعة ويسلم في جميع ما قدما وتصلي صلاة الميت بالجماعة الانفراد(1).
بعض التنبيهات المهمة لصلاة الجنازة2:
التنبيه الأول: يقف الإمام حال الصلاة على الميت عند رأس الرجل ووسط المرأة،مع وجود الخلاف لكن هذا الرأي أهدى سبيلا ،وأقوم قيلا،،واقوي دليلا؛لثبوته في المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم،وقد ذكر بعض أهل العلم إن الحكمة من ذلك أن يستر الإمام عجيزة المرأة عن الرجال .
التنبه الثاني: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الزيادة على التكبيرات الأربع لأنه يكون الاغلب أربع تكبيرات؛لأنه أخر فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ،وكانوا يأخذون بالأحدث فالأحدث من أمر الرسول صلى الله عليه وسلم.وأم الزيادة في بعض الأحيان مع امن البلبلة ،ووقوع البس على كثير من الناس فلذلك لأمانع منه
التنبيه الثالث:الأصل في صلاة الجنازة إن تكون خارج المسجد،ولكن لأمانع على الراجح عند سماحة المفتي والعلامة القنوبي ،من أداء صلاة الجنازة في المسجد ،حتى مع عدم وجود عذر
التنبيه الرابع: لأمانع من صلاة المرأة على الجنازة إذا لم هنالك اختلاط أو محظورا أخر ،وكذلك استظهر المحققان الخليلي والقنوبي-يحفظهما الله-انه لا مانع من انفراد النساء بالصلاة على الجنازة؛لما ثبت إن نساء الصحابة رضي الله عنهن صلين على النبي صلى الله علية وسلم بل يجب عليهن ذلك إن لم يوجد احد من الرجال.1
التنبيه الخامس: أولى الناس بالصلاة على الميت أبوه ،ثم الزوج،ثم الابن ،ثم الأخ،ثم العم،ثم الأقرب فالأقرب ،ولا يصلى عليه حتى يستأذن وليه ولو امرأة وكذا دفنه،وقيل يقدم القوم في الصلاة ،وإما الدفن فلا،بل بد من الولي من رضوا به للصلاة عليه كغيرها.
الخاتمة:
الحمد الله ،واشكره الذي أعانني على كتابة هذا البحث على الوجه الذي يحبه ،ويرضاه ،والذي قمت فيه بجمع المعلومات من عدة كتب والذي توصلت فيه إلى
النتائج التالية:
1.شرعت صلاة الجنازة لشفاعة المصلين إلى الله عزوجل على أخوهم الميت.
2.لصلاة الجنازة فضل عظيم لمن يقوم بها، وهي فرض كفاية كما بينها القران الكريم، وألسنه النبوية الشريفة.
3.يشترط لصلاة الجنازة ،مايشترط لجميع الصلوات المفروضة ،من طهارة،واستقبال القبلة،ومراعاة الوقت.
4.تصلى صلاة الجنازة بأربعة تكبيرات بدون ركوع ولا سجود ،وفي النهاية الدعاء للميت.
هذه بعض النتائج التي توصلت إليها ،وهي تعتبر رؤوس أقلام ،والبقية في التقرير،وقبل الختام لابد من بعض التوصيات المهمة وهي كالأتي:
1.إخلاص نية العبادة لله تبارك وتعالى.
2.الاهتمام بصلاة الجنازة ،وجميع الصلوات المفروضة لما فيها من زيادة التقرب إلى الله وزيادة الأجر.
3.يجب على المرء تعلم صلاة الجنازة لنيل الأجر،ويزداد العلم،لان العلم لايثبت إلا بالتطبيق والمدارسة ،وينبغي كذلك تعلم الأوقات التي يجوز فيها الصلاة والتي لأتجوز فيها.
وفي الختام اسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن ينال هذا التقرير المتواضع على إعجاب كل من يطلع عليه،وأن يحصل منه على الفائدة والتعليم .
وصلى الله على سيدنا محمد و على آله وصحبه و سلم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والحمد لله رب العالمين .
المصادر و المراجع:
1.شرح كتاب النيل وشفاء العليل
المؤلف:الشيخ محمد بن يوسف أطفيش.
الجزء:الثاني.
الناشر:مكتبة الإرشاد-جدة-المملكة العربية السعودية
1. معارج الآمال على مدارج الكمال بنظم مختصر الخصال.
المؤلف:عبدا لله بن حميد السالمي
الناشر:مكتبة الإمام السالمي-ولاية بدية-سلطنة عمان
دار النشر:دار الراشد للطباعة والنشر والتوزيع
3.نثار الجوهر في علم الشرع الأزهر
المؤلف: الشيخ ناصر بن سالم البهلاني
الجزء:الخامس
الناشر: مكتبة مسقط، مسقط، سلطنة عمان
4.المعتمد في فقه الصلاة
المؤلف:المعتصم بن سعيد ألمعولي
شارك في المراجعة:الشيخ سعيد بن مبروك القنوبي
الناشر:مكتبة الأنفال_مسقط_سلطنة عمان.
الطبعة:الأولى 1430ه
5.قواعد الإسلام
المؤلف:الإمام إسماعيل بن موسى الجيطالي ت(750)ه
الجزء:الأول
الطبعة:الأولى
10- لسان العرب
المؤلف:الإمام العلامة أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور الإفريقي المصري
الناشر:دار صادر – بيروت