الموضوع: الوضوء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي جعل الوضوء طهارة للصلاة، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد:
فقد شرع الله تعالى الوضوء وجعله شرطا لقبول الصلاة وقد بين الرسول علية السلام بقوله:"لا إيمان لمن لا صلاة له، ولا صلاة لمن لا وضوء له ".
والوضوء لغة :مأخوذ من الوضاء أي الحسن والنظافة .
أما في الاصطلاح فهو : هو استعمال الماء في أعضاء مخصوصة على صفة مخصوصة بنية العبادة ويختلف حكم الوضوء بحسب أسبابة واحوالة وهو كالأتي :
1- واجب:مثل- وضوء الصلاة والطواف بالبيت، ولمس المصحف والقراءة منه –لغير الطاهر-.
2- مندوب : مثل – قبل وبعد النوم لقوله عليه الصلاة والسلام (إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة)،والغسل من الجنابة لقول السيدة عائشة رضي الله عنها (كان رسول الله صلى الله علية وسلم إذا أراد الغسل من الجنابة بدا فغسل يديه ثم توضأ كما يتوضأ للصلاة ) ،وعند إرادة النوم والأكل والشرب للجنب ،وأيضا لقراءة القران وقراءة الكتب الشرعية ،وعند الغضب لقوله عليه الصلاة والسلام
فإذا غضب أحدكم فليتوضأ)
3- مباحا:مثل –الوضوء من أجل التنظيف والتبريد.
ويشترط لصحة الوضوء إزالة النجاسة من البدن وأن الماء المطلق هو الماء الذي يرفع به الحدث ويصلح به الوضوء دون غيره من الماء ولقد نص القران الكريم على أركان الوضوء كما في قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ}المائدة6
إذا أركان الوضوء مقسمة حسب الآتي:
1- النية : وتكون في القلب وهي واجبة لقوله عليه السلام " إنما الأعمال بالنيات " وينوي المكلف بوضوئه رفع الحدث ، والتطهر للعبادة .
2- غسل الوجه :وهو غسل الوجه كاملا وهو ما بين شحمتي الأذن ومابين منابت الشعر إلى منتهى الذقن .
3- غسل اليدين إلى المرفقين: من بداية الأصابع إلى منتهى المرفقين مع غسل المرفقين.
4- غسل الرأس مع الأذنين: لأنها من ضمن الرأس مرة واحدة مع ماء الرأس.
5- غسل الرجلين إلى الكعبين :مع مراللوضوء،قاب والبطون من القدمين لورود الوعيد الشديد لتاركهما لقوله عليه السلام " ويل للعراقيب من النار وويل لبطون الأقدام من النار ".
وبعد ذكر أركان الوضوء هناك سنن للوضوء ،ومنها الواجبة والمندوبة والمستحبة وهي كالآتي :
1- السواك قبل الوضوء:حكمة الندب قول الرسول عليه السلام:" لولا أن اشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة وكل وضوء ".
2- التسمية : قول المتوضي "بسم الله "وهي واجبة في حالة الذكر والنسيان لقوله عليه السلام "لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه "
3- غسل اليدين إلى الرسغين: ويتأكد ذلك بعد النوم لقوله عليه السلام:" إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا؛ لأنه لا يدري أين باتت يده ".
4- المضمضة: وهي إدخال الماء في الفم وتطهير باطنه بالخضخضة.
5- الاستنشاق: إدخال الماء في الأنف وجذبه إلى داخل انفه ثم طرحة حتى يطهر باطن الأنف. وحكمها الوجوب ويستحب عدم المبالغة في رمضان .
6- التثليث: أي الوضوء ثلاثا ثلاثا لكل عضو من الأعضاء المغسولة دون الممسوحة.
7- الترتيب: أي ترتيب أعضاء الوضوء كما وردت في الكتاب والسنة مع البدء بالميامين قبل المياسير.
8- الموالاة: هي التتابع في أعمال الوضوء عضوا بعد عضو بحيث لا يجف العضو السابق قبل البدء بالعضو اللاحق.
9- عدم الإسراف في استخدام الماء .
وبعد الإنتهاء من ذكر أركان وسنن الوضوء يجدر بنا ذكر مكروهات الوضوء ولكن قبل ذلك لا بد من تعريف المكروه وهو : ما يثاب تاركه ولا يعاقب فاعله .
ومكروهات الوضوء هي كالأتي:
1- الوضوء قائما .
2- التحدث بغير ذكر الله .
3- الإسراف في صب الماء .
4- الزيادة في المغسول عن ثلاث وفي الممسوح على الواحدة.
5- التوضؤ في موضع نجس ، لئلا ينجس منه .
6- التعري عند الوضوء إذا كان في مكان الخلوة، ويحرم في مكان يمكن أن يراه الناس.
وهناك بعض الملاحظات نذكر منها :
1- لا يكره تنشيف الأعضاء بعد الوضوء بمنديل أو ما شابهه.
2- لم يثبت النهي عن الضوء بالماء المشمس والحار.
ولنتذكر جميعا أن الإنسان مأمور أن لا يبطل عمله بعد تمامه لقوله تعالى: { وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ }محمد33. ولكن هناك أمور تبطل الوضوء وهي كالأتي:
1- لمس المتوضئ لعورته (المغلظة) أو عورة غيره سواء بباطن الكف أو بظاهره لقوله عليه السلام " إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ " وأيضا " إذا مست المرأة فرجها فلتتوضأ " .
2- لمس مكان نجس إذا كان اللامس والملموس كلاهما رطبا .
3- الغيبة لقوله عليه السلام " الغيبة تفطر الصائم وتنقض والضوء. وقد قاس العلماء عليها في سائر الكبائر والمعاصي كالكذب وسماع الملاهي. والإستماع إلى المحرم والغيبة والنميمة ولمس ومصافحة المرأة الأجنبية .
4- كل ما خرج من السبيلين من بول وغائط وريح أو دود أو حجر.
5- خروج الدم أي الدم المسفوح وهو الذي جاوز موضعه.
6- خروج القي والقلس : لقوله عليه السلام " من قاء أو قلس فليتوضأ " وأما بالنسبة إلى القي فهو : كل ما خرج من الجوف من أكل وشراب مجاوزا الفم حتى يملأه أما
القلس فهو : ما يخرج من الحلقوم ووصل الفم ولكنه لم يحاوزه .
7- زوال العقل وذلك بالنوم أو السكر أو الإغماء أو الجنون ونحوها لأن الإنسان لايشعر ما يخرج منه لقوله عليه السلام : " العينان وكاء الدبر "
وأخيرا نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يتقبل منا وضؤنا وسائر أعمالنا ويجب على الإنسان الإهتمام بالوضوء والبعد عن كل ما ينقضه لأن الوضوء شرط لقبول الصلاة والاهتمام بمسألة النية والإهتمام أيضا بالوضوء المندوب لزيادة الأجر والثواب وأسأله تعالى أن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها في الدنيا والأخر وأن يدخلنا جنته ويبعدنا عن ناره .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المرجع:كتاب المعتمد في فقه الصلاة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي جعل الوضوء طهارة للصلاة، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد:
فقد شرع الله تعالى الوضوء وجعله شرطا لقبول الصلاة وقد بين الرسول علية السلام بقوله:"لا إيمان لمن لا صلاة له، ولا صلاة لمن لا وضوء له ".
والوضوء لغة :مأخوذ من الوضاء أي الحسن والنظافة .
أما في الاصطلاح فهو : هو استعمال الماء في أعضاء مخصوصة على صفة مخصوصة بنية العبادة ويختلف حكم الوضوء بحسب أسبابة واحوالة وهو كالأتي :
1- واجب:مثل- وضوء الصلاة والطواف بالبيت، ولمس المصحف والقراءة منه –لغير الطاهر-.
2- مندوب : مثل – قبل وبعد النوم لقوله عليه الصلاة والسلام (إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة)،والغسل من الجنابة لقول السيدة عائشة رضي الله عنها (كان رسول الله صلى الله علية وسلم إذا أراد الغسل من الجنابة بدا فغسل يديه ثم توضأ كما يتوضأ للصلاة ) ،وعند إرادة النوم والأكل والشرب للجنب ،وأيضا لقراءة القران وقراءة الكتب الشرعية ،وعند الغضب لقوله عليه الصلاة والسلام
فإذا غضب أحدكم فليتوضأ)3- مباحا:مثل –الوضوء من أجل التنظيف والتبريد.
ويشترط لصحة الوضوء إزالة النجاسة من البدن وأن الماء المطلق هو الماء الذي يرفع به الحدث ويصلح به الوضوء دون غيره من الماء ولقد نص القران الكريم على أركان الوضوء كما في قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ}المائدة6
إذا أركان الوضوء مقسمة حسب الآتي:
1- النية : وتكون في القلب وهي واجبة لقوله عليه السلام " إنما الأعمال بالنيات " وينوي المكلف بوضوئه رفع الحدث ، والتطهر للعبادة .
2- غسل الوجه :وهو غسل الوجه كاملا وهو ما بين شحمتي الأذن ومابين منابت الشعر إلى منتهى الذقن .
3- غسل اليدين إلى المرفقين: من بداية الأصابع إلى منتهى المرفقين مع غسل المرفقين.
4- غسل الرأس مع الأذنين: لأنها من ضمن الرأس مرة واحدة مع ماء الرأس.
5- غسل الرجلين إلى الكعبين :مع مراللوضوء،قاب والبطون من القدمين لورود الوعيد الشديد لتاركهما لقوله عليه السلام " ويل للعراقيب من النار وويل لبطون الأقدام من النار ".
وبعد ذكر أركان الوضوء هناك سنن للوضوء ،ومنها الواجبة والمندوبة والمستحبة وهي كالآتي :
1- السواك قبل الوضوء:حكمة الندب قول الرسول عليه السلام:" لولا أن اشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة وكل وضوء ".
2- التسمية : قول المتوضي "بسم الله "وهي واجبة في حالة الذكر والنسيان لقوله عليه السلام "لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه "
3- غسل اليدين إلى الرسغين: ويتأكد ذلك بعد النوم لقوله عليه السلام:" إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا؛ لأنه لا يدري أين باتت يده ".
4- المضمضة: وهي إدخال الماء في الفم وتطهير باطنه بالخضخضة.
5- الاستنشاق: إدخال الماء في الأنف وجذبه إلى داخل انفه ثم طرحة حتى يطهر باطن الأنف. وحكمها الوجوب ويستحب عدم المبالغة في رمضان .
6- التثليث: أي الوضوء ثلاثا ثلاثا لكل عضو من الأعضاء المغسولة دون الممسوحة.
7- الترتيب: أي ترتيب أعضاء الوضوء كما وردت في الكتاب والسنة مع البدء بالميامين قبل المياسير.
8- الموالاة: هي التتابع في أعمال الوضوء عضوا بعد عضو بحيث لا يجف العضو السابق قبل البدء بالعضو اللاحق.
9- عدم الإسراف في استخدام الماء .
وبعد الإنتهاء من ذكر أركان وسنن الوضوء يجدر بنا ذكر مكروهات الوضوء ولكن قبل ذلك لا بد من تعريف المكروه وهو : ما يثاب تاركه ولا يعاقب فاعله .
ومكروهات الوضوء هي كالأتي:
1- الوضوء قائما .
2- التحدث بغير ذكر الله .
3- الإسراف في صب الماء .
4- الزيادة في المغسول عن ثلاث وفي الممسوح على الواحدة.
5- التوضؤ في موضع نجس ، لئلا ينجس منه .
6- التعري عند الوضوء إذا كان في مكان الخلوة، ويحرم في مكان يمكن أن يراه الناس.
وهناك بعض الملاحظات نذكر منها :
1- لا يكره تنشيف الأعضاء بعد الوضوء بمنديل أو ما شابهه.
2- لم يثبت النهي عن الضوء بالماء المشمس والحار.
ولنتذكر جميعا أن الإنسان مأمور أن لا يبطل عمله بعد تمامه لقوله تعالى: { وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ }محمد33. ولكن هناك أمور تبطل الوضوء وهي كالأتي:
1- لمس المتوضئ لعورته (المغلظة) أو عورة غيره سواء بباطن الكف أو بظاهره لقوله عليه السلام " إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ " وأيضا " إذا مست المرأة فرجها فلتتوضأ " .
2- لمس مكان نجس إذا كان اللامس والملموس كلاهما رطبا .
3- الغيبة لقوله عليه السلام " الغيبة تفطر الصائم وتنقض والضوء. وقد قاس العلماء عليها في سائر الكبائر والمعاصي كالكذب وسماع الملاهي. والإستماع إلى المحرم والغيبة والنميمة ولمس ومصافحة المرأة الأجنبية .
4- كل ما خرج من السبيلين من بول وغائط وريح أو دود أو حجر.
5- خروج الدم أي الدم المسفوح وهو الذي جاوز موضعه.
6- خروج القي والقلس : لقوله عليه السلام " من قاء أو قلس فليتوضأ " وأما بالنسبة إلى القي فهو : كل ما خرج من الجوف من أكل وشراب مجاوزا الفم حتى يملأه أما
القلس فهو : ما يخرج من الحلقوم ووصل الفم ولكنه لم يحاوزه .
7- زوال العقل وذلك بالنوم أو السكر أو الإغماء أو الجنون ونحوها لأن الإنسان لايشعر ما يخرج منه لقوله عليه السلام : " العينان وكاء الدبر "
وأخيرا نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يتقبل منا وضؤنا وسائر أعمالنا ويجب على الإنسان الإهتمام بالوضوء والبعد عن كل ما ينقضه لأن الوضوء شرط لقبول الصلاة والاهتمام بمسألة النية والإهتمام أيضا بالوضوء المندوب لزيادة الأجر والثواب وأسأله تعالى أن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها في الدنيا والأخر وأن يدخلنا جنته ويبعدنا عن ناره .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المرجع:كتاب المعتمد في فقه الصلاة
