r=red]r]ضبابية الفهم لحقيقة البدعة ، فالبدعة مثلاً يعتبرها البعض منكراً صارخاً فيسارع إلى إنكارها سواء كانت في الصلاة أو في غيرها من الأعمال ، وصار هناك زج بالكثير من الأعمال والأفعال التي لم تكن موجودة أيام النبي صلى الله عليه وسلّم إلى خانة البدعة ، لذلك صار هناك إنكار على البدع أكثر من الإنكار على الأشياء الظاهرية المحرمة التي يفهمها العامي كما تفضلتم ، فما هو تحديد مفهوم البدعة ؟
الجواب :
كلمة بدعة تحتمل أكثر من معنى ، لأن بدعة من بدع الشيء بمعنى جاء بشيء لم يُسبق إليه ، فالأصل هكذا من بدع الشيء ، وهي فعلة بمعنى مفعولة بمعنى مبدوعة ، فالبدعة قد تكون محرمة وهذه هي التي يشير إليها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم عندما يقول عليه أفضل الصلاة والسلام ( إن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلّم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) .
فهنا نرى أنه يقول بأن كل محدثة بدعة ، ولكن في أي شيء هذه المحدثات ؟ إنما هي محدثات الدين ، فمحدثات الدين هي بدع ، أي من أحدث شيئاً يتنافى مع أصل الدين .
أما إن كان ما أحدثه له أصل في الدين بحيث يكون هو مرغباً فيه بالنظر إلى كليات الدين وأصوله فذلك مما يدخل في البدعة الحسنة التي عناها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم عندما قال عليه أفضل الصلاة والسلام ( من سنّ سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ) ، فترون أنه قال سن سنة حسنة أي طريقة حسنة .
في المقابل ( من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ) ، هذا له أجر تلك السنة وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، وفي المقابل الآخر عليه وزرها أي وزر السنة التي أحياها ووزر من عمل بتلك السنة إلى يوم القيامة ، ذلك لأن هذه السنة التي سنّها هذا الذي سن سنة حسنة هي غير خارجة عن أصل الدين ، وهذا الذي سنّ السنة السيئة سنته عكس ذلك .
فنحن نرى في عهد الصحابة صلى الله عليهم ربما كانت هناك أشياء في عهدهم لم تكن موجودة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم ولكن لم يعتبروها بدعة ضلالة ، ولم يعتبروها بدعة سيئة بل اعتبروها بدعة حسنة .
من ذلك ما يتعلق بتنظيم أمور الناس في حياتهم الاجتماعية وحياتهم السياسية ، فقد كانت أمور لم تكن مفتقراً إليها ، ولم يكن المسلمون بحاجة إليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، ولكن مع تطور الأمور ومع اتساع الفتوح ومع اتساع الرقعة الإسلامية ومع تطور حياة الأمة كانت الأمة بحاجة إليها ، من ذلك إحداث التاريخ ، ما كان التاريخ معروفاً في عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم وإنما أُحدث في عهد عمر رضي الله عنه واجتمع المسلمون على أن يكون هذا التاريخ بدايته من هجرة الرسول عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام . هذه تعد بدعة حسنة لأنها لا تتصادم مع الدين ، وليس فيها أي مضرة بل فيها مصلحة ، والدين إنما هو قائم على مراعاة مصالح العباد ، فلذلك عدّوها بدعة حسنة .
ومن ذلك أيضاًَ أن بيت المال لم يكن له وجود في عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم ، وإنما كانت الفيء يقسّم ما بين الناس ، فلما كان عمر رضي الله تعالى عنه حبس الفيء وصار يقسّم على الناس منافعه دون أصله لحاجة المسلمين إلى أصل يرجعون إليه يكون قواماً لدولتهم ، وهذا مما لم يُعد بدعة سيئة .
كذلك جمع الناس على مصحف واحد في عهد الخليفة الثالث إنما كان ذلك باتفاق الصحابة رضوان الله تعالى عليهم لأجل ما في تفرق القراءات من الشقاق والخلاف بين المسلمين .
كذلك نفس جمع القرآن الذي كان في عهد الخليفة الأول وبمشورة الخليفة الثاني كل ذلك إنما كان من الأعمال الحادثة التي لم تكن الحاجة داعية إليها في عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم .
هذا كله مما يدخل في البدع الحسنة .
كذلك جمع الناس على إمام واحد في صلاة قيام رمضان بعدما كانوا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم متفرقين يصلي الثلاثة النفر والشخصان والأربعة كل يصلون بأنفسهم ، هؤلاء يصلون وحدهم وهؤلاء يصلون وحدهم ، فجمعهم عمر رضي الله تعالى عنه على إمام واحد وكان في ذلك مصلحة كبيرة .
كذلك أيضاً بالنسبة إلى الأذان الأول للجمعة إنما ذلك لأجل مراعاة الضرورة الداعية إلى ذلك لأجل تنبيه الناس إلى الجمعة .
فهكذا هذه الأمور كلها مما يدخل في البدعة الحسنة .
أما البدعة السيئة فهي التي تتنافى مع الدين ، البدعة السيئة أن يبتدع الناس من أمر الدين ما لم يأذن به الله ، من أمثلة ذلك أن يأتي الناس إلى المقابر ليقدموا القرابين وليقدموا النذور وليطلبوا من أصحاب القبور قضاء حاجاتهم ، فإن هذه من البدع السيئة لأن الإسلام جاء هادماً لمثل هذه المعتقدات ، فالإسلام جاء ليقرر في نفوس المؤمنين جميعاً بأن الله تبارك وتعالى يجب أن يفرد بالاستعانة كما يجب أن يفرد بالعبادة ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) (الفاتحة:5) ، أي لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا إياك ، فكما أن العبادة لا يجوز أن تكون لغيره سبحانه وتعالى كذلك الاستعانة في مثل هذه الأشياء لا تكون بغيره ، لا سيما أولئك الأموات في قبوهم أنى يتمكنون من قضاء حاجة أحد وهم موتى ، ولئن كان النبي صلى الله عليه وسلّم مع عظم قدره وعلو شأنه وما له من منزلة عند الله سبحانه وتعالى يقول له الله تبارك وتعالى ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ )(الكهف: من الآية110) ، ويقول له ( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ)(الأعراف: من الآية188) ، فكيف بغيره صلى الله عليه وسلّم ، بل كيف بالموتى في قبورهم ، فمثل هذه البدع بدع سيئة . كذلك كل بدعة جاء الإسلام بما يناقضها ، هذه بدعة سيئة لا يجوز أن تقر هذه أبدا .
[/center]
الجواب :
كلمة بدعة تحتمل أكثر من معنى ، لأن بدعة من بدع الشيء بمعنى جاء بشيء لم يُسبق إليه ، فالأصل هكذا من بدع الشيء ، وهي فعلة بمعنى مفعولة بمعنى مبدوعة ، فالبدعة قد تكون محرمة وهذه هي التي يشير إليها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم عندما يقول عليه أفضل الصلاة والسلام ( إن أصدق الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلّم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) .
فهنا نرى أنه يقول بأن كل محدثة بدعة ، ولكن في أي شيء هذه المحدثات ؟ إنما هي محدثات الدين ، فمحدثات الدين هي بدع ، أي من أحدث شيئاً يتنافى مع أصل الدين .
أما إن كان ما أحدثه له أصل في الدين بحيث يكون هو مرغباً فيه بالنظر إلى كليات الدين وأصوله فذلك مما يدخل في البدعة الحسنة التي عناها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم عندما قال عليه أفضل الصلاة والسلام ( من سنّ سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ) ، فترون أنه قال سن سنة حسنة أي طريقة حسنة .
في المقابل ( من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ) ، هذا له أجر تلك السنة وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ، وفي المقابل الآخر عليه وزرها أي وزر السنة التي أحياها ووزر من عمل بتلك السنة إلى يوم القيامة ، ذلك لأن هذه السنة التي سنّها هذا الذي سن سنة حسنة هي غير خارجة عن أصل الدين ، وهذا الذي سنّ السنة السيئة سنته عكس ذلك .
فنحن نرى في عهد الصحابة صلى الله عليهم ربما كانت هناك أشياء في عهدهم لم تكن موجودة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم ولكن لم يعتبروها بدعة ضلالة ، ولم يعتبروها بدعة سيئة بل اعتبروها بدعة حسنة .
من ذلك ما يتعلق بتنظيم أمور الناس في حياتهم الاجتماعية وحياتهم السياسية ، فقد كانت أمور لم تكن مفتقراً إليها ، ولم يكن المسلمون بحاجة إليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، ولكن مع تطور الأمور ومع اتساع الفتوح ومع اتساع الرقعة الإسلامية ومع تطور حياة الأمة كانت الأمة بحاجة إليها ، من ذلك إحداث التاريخ ، ما كان التاريخ معروفاً في عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم وإنما أُحدث في عهد عمر رضي الله عنه واجتمع المسلمون على أن يكون هذا التاريخ بدايته من هجرة الرسول عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام . هذه تعد بدعة حسنة لأنها لا تتصادم مع الدين ، وليس فيها أي مضرة بل فيها مصلحة ، والدين إنما هو قائم على مراعاة مصالح العباد ، فلذلك عدّوها بدعة حسنة .
ومن ذلك أيضاًَ أن بيت المال لم يكن له وجود في عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم ، وإنما كانت الفيء يقسّم ما بين الناس ، فلما كان عمر رضي الله تعالى عنه حبس الفيء وصار يقسّم على الناس منافعه دون أصله لحاجة المسلمين إلى أصل يرجعون إليه يكون قواماً لدولتهم ، وهذا مما لم يُعد بدعة سيئة .
كذلك جمع الناس على مصحف واحد في عهد الخليفة الثالث إنما كان ذلك باتفاق الصحابة رضوان الله تعالى عليهم لأجل ما في تفرق القراءات من الشقاق والخلاف بين المسلمين .
كذلك نفس جمع القرآن الذي كان في عهد الخليفة الأول وبمشورة الخليفة الثاني كل ذلك إنما كان من الأعمال الحادثة التي لم تكن الحاجة داعية إليها في عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم .
هذا كله مما يدخل في البدع الحسنة .
كذلك جمع الناس على إمام واحد في صلاة قيام رمضان بعدما كانوا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم متفرقين يصلي الثلاثة النفر والشخصان والأربعة كل يصلون بأنفسهم ، هؤلاء يصلون وحدهم وهؤلاء يصلون وحدهم ، فجمعهم عمر رضي الله تعالى عنه على إمام واحد وكان في ذلك مصلحة كبيرة .
كذلك أيضاً بالنسبة إلى الأذان الأول للجمعة إنما ذلك لأجل مراعاة الضرورة الداعية إلى ذلك لأجل تنبيه الناس إلى الجمعة .
فهكذا هذه الأمور كلها مما يدخل في البدعة الحسنة .
أما البدعة السيئة فهي التي تتنافى مع الدين ، البدعة السيئة أن يبتدع الناس من أمر الدين ما لم يأذن به الله ، من أمثلة ذلك أن يأتي الناس إلى المقابر ليقدموا القرابين وليقدموا النذور وليطلبوا من أصحاب القبور قضاء حاجاتهم ، فإن هذه من البدع السيئة لأن الإسلام جاء هادماً لمثل هذه المعتقدات ، فالإسلام جاء ليقرر في نفوس المؤمنين جميعاً بأن الله تبارك وتعالى يجب أن يفرد بالاستعانة كما يجب أن يفرد بالعبادة ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) (الفاتحة:5) ، أي لا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا إياك ، فكما أن العبادة لا يجوز أن تكون لغيره سبحانه وتعالى كذلك الاستعانة في مثل هذه الأشياء لا تكون بغيره ، لا سيما أولئك الأموات في قبوهم أنى يتمكنون من قضاء حاجة أحد وهم موتى ، ولئن كان النبي صلى الله عليه وسلّم مع عظم قدره وعلو شأنه وما له من منزلة عند الله سبحانه وتعالى يقول له الله تبارك وتعالى ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ )(الكهف: من الآية110) ، ويقول له ( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ)(الأعراف: من الآية188) ، فكيف بغيره صلى الله عليه وسلّم ، بل كيف بالموتى في قبورهم ، فمثل هذه البدع بدع سيئة . كذلك كل بدعة جاء الإسلام بما يناقضها ، هذه بدعة سيئة لا يجوز أن تقر هذه أبدا .
[/center]