بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي جعل الكذب هلاك إلى النار، والصدق منجاة إلى الجنة، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين إلى يوم الدين:
فقد جعل الله الأمة الإسلامية أمة صفاء ونقاء في العقيدة ، والأفعال ، والأقوال فالصدق علامة لسعادة الأمة ، والكذب علامة لتعاسة الأمة .
والكذب هو: أن يخبر الإنسان عن شئ بخلاف الحقيقة .
وهناك أدلة وردت في القرآن والسنة تدل على تحريم الكذب:
أولا : من القرآن الكريم :
1- ذكر الله الكذب مقرونا بالعذاب الأليم في سورة البقرة لقوله تعالى:" {فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ }البقرة10
2- قال تعالى: {انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }الأنعام24
3- كما ذكر الله الكذب مقرونا بالنفاق لأن الكذب من خصال النفاق لقوله تعالى: {فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُواْ اللّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُواْ يَكْذِبُونَ }التوبة77
4- نفى الله الإيمان عن الكذاب لقوله تعالى : {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلـئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ }النحل105
5- أمرنا الله باجتناب قول الزور (الكذب ) بقوله تعالى: { َاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ }الحج30
6- نفى الله الهداية على من كان كذاب في قولة تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ }الزمر3 وأيضا : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ }غافر28
7- قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ( 2 ) كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ }الصفـ 2ـ 3
8- كل حرف أو كلمة ينطق بها الإنسان فهو محاسب عنها لقوله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }ق18
هذا ما ذكره الله تعالى في آياته الكريمة وهناك أيضا أحاديث من السنة النبوية.
1- كان الكذب أبغض الأخلاق إلى الرسول عليه السلام فعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( ما كان خلق أبغض إلى النبي محمد عليه السلام من الكذب ولقد كان الرجل يحدث عنه النبي بالكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم أنه قد أحدث توبة )
2- الكذب من خصال المنافق لقوله عليه الصلاة والسلام ( أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه واحدة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر )
3- عن أبن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذابا )
4- ذم الرسول عليه السلام الكذب بقوله: ( لا يزال العبد يكذب و يتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا )
5- ذم الرسول عليه السلام التحدث بكل ما يسمع ( كفى بالمرء إثما بأن يحدث بكل ما يسمع )
أعظم الكذب هو الكذب على الله ورسوله ويكون الكذب على الله بتحليل حرامه وتحريم حلاله لقوله تعالى : {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ }الزمر60
ويقول الرسول عليه السلام ( من كذب علي متعمدا فليتبوى مقعده من النار )
وأخيرا دعوة لكل مسلم ومسلمة بأن يحفظوا ألسنتهم من الكذب و كل أفات اللسان الأخرى مثل الغيبة والنميمة وغيرها من الآفات وأن يتذكروا بأن هدفهم في هذه الحياة هو طاعة الله سبحانه وتعالى ورسوله وفعل ما يرضيهما و أن مخالفتهما يؤدي إلى النار ـ والعياذ بالله ـ وأسأل الله العظيم أن يجنبنا جميع أفات اللسان ويجمعنا في مستقر رحمته في جنات عدن أنه سميع مجيب الدعاء .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المرجع:القران الكريم
والموقع:"http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D8%B0%D8%A8"
