بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع: الاستمناء
الحمد لله رب العالمين, الحمد لله الذي ميز الإنسان بالعقل للتحكم بشهواته, و الصلاة والسلام على خير هادي للبشرية سيدنا محمد وعلى آله الغر الميامين إلى يوم الدين أما بعد:-
فإن شريعة الإسلام جاءت بأحكام تساير المصلحة الإنسانية فهي تدور مع جلب المنافع ودفع المفاسد, والاستمناء من أسباب المفاسد لما فيه من المضار الجسدية والنفسية التي شرحها الأطباء جدير بالعاقل أن يردع عن نفسه. فتكاد تكون العادة السرية من أشد مشكلات الشباب هذا العصر بما يتعلق بالشهوات, و مما ساعد على ذلك كثير من انتشار وسائل الفاحشة و تعدد سبل الفساد.
فما هي العادة السرية ؟ وما أسبابها ؟ وما هو حكمها ؟ وكيف يتم التخلص منها ؟
كل ذلك ستجده في هذه المطوية إن شاء الله تعالى.
1- تعريف العادة السرية (الاستمناء):-
نقتصر على تعريف الفقهاء (( هو طلب استخراج المني بشهوة بغير جماع كان بيده أو بيد زوجته أو أمته أو كان بسبب مباشر, أو بسبب تقبيل لمس أو ما شابة ذلك وكما يكون الاستمناء في الرجل يكون في المرأة))
2- أسباب العادة السرية (الاستمناء ):-
1- عدم الربط بين البيت و المدارس و المسجد.
2- ضعف الوازع الديني والاستهانة برقابة الله تعالى.
3- عدم الاهتمام بالتثقيف الديني و الصحي للأولاد من قبلهم أو من قبل العائلة.
4- قلة الرقابة من الوالدين على أبناءهم و أعطائهم الثقة الكاملة.
5- مصاحبة رفقاء السوء الذين يبثون الأفكار السيئة.
6- الاختلاط بالنساء سواء في الأسواق أو أماكن الدراسة،أو أماكن العمل.
7- غلاء المهور و تأخر الشباب عن الزواج .
8- مطالعة أسباب الفساد من المجلات الخليعة و الكتب الفاسدة والتلفاز والفيديو والسينما و الروايات الماجنة التي تدعو إلى الفاحشة وتثير الغريزة و تلهبها.
9- عدم استغلال الوقت بما هو مفيد و إنما البطالة والكسل و قلة العمل.
10- الانطواء و الانفراد بالنفس و قلة الاختلاط بالناس .
3- حكم العادة السرية (الاستمناء) :-
أ- قال تعالى ((وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6)))
فلقد مدح الله تعالى المؤمنين بحفظهم لفروجهم إلا زوجاتهم و ما ملكت إيمانهم من أيمانهم المملوكات ثم ذكر الله تعالى في قوله ((فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ)) أي طلب سوى ذلك المذكور ((فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ )) أي متجاوزون الحلال إلى الحرام لان العادي هو الذي يتجاوز الحرام . وبالتالي فإن الاستمناء حرام؛ لأنه لم يذكر في الأصناف.
ب- قوله تعالى ((وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)) في هذه الآية الأمر من عند الله ويدل هنا للوجوب بالصبر عما سواء الزواج فبهذا يكون الاستمناء حرام , وحيث أن هذا الموقف يقتضي ذكر الاستمناء لتوقان النفس إلى الوفاء إلا أن الله لم يذكر لأنه حرام .
ج- قال الرسول ((يَا مَعْشَرَ الشباب, مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوّجْ فَإِنّهُ أَغَضّ لِلْبَصَرِ وَأَحْفَظُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصّوْمِ فَإِنّهُ لَهُ وِجَاءٌ))لأن الشارع أرشد العجز عن النكاح إلى الصوم , ولم يرشد إلى الاستمناء مع قوة الدافع إليه , وهو أسهل من الصوم ومع ذلك لم يسمح به.
د- قال الرسول ((لا ضرر و لا ضرار ))العادة السرية تورث عدة أمراض كما ثبت في علم الطب وأنها من الخبائث تجلب المضار ولا تعطي فائدة للجسم والنفس قال تعالى ((وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ))
4- الأحكام الفقهية المتعلقة بالعادة السرية :-
أ- الاستمناء موجب للغسل كالغسل من الجنابة و الجماع مع التوبة. .
ب- الاستمناء مفسد للصيام و موجب للكفارة المغلظة مع التوبة .
ت- الاستمناء مبطلا للاعتكاف ويلزمه البدل و الكفارة المغلظة مع التوبة.
ث- الاستمناء مفسد للحج وعليه الكفارة و بدنه مع التوبة .
5- أضرار ممارسة العادة السرية :-
النفسية الجسدية الدينية
الصراع النفسي الناتج عن الإحساس بالإثم ووخز الضمير، و القلق العصبي, وعدم الثقة بالنفس ،و الرغبة في العزلة ،و الشعور بالخجل و الانطواء ضعف البصر والأعصاب عموما , وضعف عضو التناسل ,و الالتهاب المنوي , و رعشة الأعصاب , والكسل و الكئابة و ضعف الفهم , الألم عند التبول ،احمرار الوجه و صفرته , الصرع ،و الشلل الكلوي و الجنون و الآلام المنوية ...الخ مظاهرها كثيرة :واضحة فكم ضاعت بسبب هذه من صلوات لصعوبة الاغتسال و التكاسل عنه خصوصا أيام البرد, وكم فسد من أيام صوم رمضان بسبب مزاولتها
6.كيف التخلص من العادة السرية ؟؟!
1- التوبة النصوحة و الصادقة و إخلاص التوجه لله تعالى بتقوية العزيمة على ترك هذي العادة القبيحة قال الله تعالى ((وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25) )) وحتى عند معاودة الذنب عليه تجديد التوبة النصوحة بالإتيان بشروطها و الله غفورا رحيم.
2- الدعاء و ما أدراك ما الدعاء ؟؟ سيف الدين و سلاح المؤمنين ما استخدم في المعركة إلا وانتصر صاحبه كيف لا وهو ((مخ العبادة )) إذا صحبه الإخلاص و التذلل لله تعالى لقوله ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186))
3- عدم اليأس و القنوط من رحمة الله بالاعتقاد من عدم التخلص من هذه العادة الخبيثة ،و إنما التسلح بقوة الإرادة و العزيمة للتخلص منها فكم من شاب تخلص منها بفضل الله تعالى ،ثم بقوة العزيمة قال تعالى ((وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56))) وتذكروا قصة سيدنا يوسف عليه السلام مع أمرآة العزيز وقصة الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار الذين لم تغلبهم شهواتهم.
4- غض البصر لأنه من سهام إبليس لعنه الله لما يتولد بنظر من أفكار سيئة و شهوانيه قال تعالى ((قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ)) و لنتذكر شهادة العينين يوم القيامة باجتناب أماكن المغريات و الاستئذان عند الدخول على الغير؛ لكي لا يقع النظر على شئ محرم .
5- دفع الخواطر و الوساوس بعدم التفكير في الأمور الجنسية ،و مجاهدة النفس بذلك , و إشغال العقل بالتفكير بما يفيد في الحياة الدنيا و يسعد في الحياة الأخرى , و استغلال الوقت الاستغلال الأمثل لان النفس إن لم تشغلها بذكر الله شغلتك بمعصيته .
6.التخلص من الأغاني الهابطة ،والمجلات الماجنة،والأفلام الخليعة ،
واستبدالها بالأناشيد الهادفة،والكتب القيمة،والمرئيات الإسلامية.
7. الالتزام بآداب النوم وهي:النوم على الجانب الأيمن،وعدم النوم على البطن لأنه يحرك الشهوة،والوضوء ؛لأنه يسكن النفس ويبعد وسوسة الشيطان ،وتجنب الفراش اللين ،وعدم النوم إلا بعد التعب ،والابتعاد عن الفراش بعد الاستيقاظ ،وتجنب النوم مع عدة أشخاص.
8.الاستحمام بالماء سواء كان باردا أو فاترا،واللعب العنيف الذي هو ضروري للحركة وغيرها من الأمور التي تكون كلها وسائط جيدة لإطفاء هذه العادة ،فإنها تضعف قوة التهيج التناسلي،وتنظم توزيع القوة في أعضاء الحركة خصوصا ؛لأنها دائمة محتاجة إلى تقوية وبذلك تحولها من الأعضاء التناسلية إلى الأعضاء الأخرى فلذا كانت عيشة الكسل سبب لهذه العادة السيئة.
9.تجنب الوحدة؛لأن الإنفراد يسهل مهمة الشيطان في الوسوسة ،ودفع الشخص لممارسة هذه العادة ،وإنما الخلوة تكون لمحاسبة النفس وذكر الله تعالى ،ونذكر بأن القرين الصالح يأمر بالخير وينهى عن الشر،ومخالطة الناس والتكاتف معهم تزيد المرء معرفة للحياة وصعوبتها ،ولا ننسى يد الله مع الجماعة.
10.الصوم ...دواء المريضين،ومكفر ذنوب العاصين،من تمسك به فلح ومن تركه ندم وخسر،كيف لا والنبي يخبرنا بأن الصوم وجاء من شهوات البطن والفرج،فهو يكسر الشهوة ويمحو السيئة،فالطعام يزيد الشهوة والصيام يضيق هذه الشهوة قال الشيخ سعيد الحارثي-رحمة الله-(ولقد استعمل الصوم بعض الشباب فنجحوا)
11التقليل من أكل الأطعمة التي تزيد الشهوة ،وتنبه الأعضاء الجنسية ،وعدم الإفراط فيها مثل(اللحوم والبيض والأسماك والجزر والليمون والبصل..............)
12.التحلي بالصبر والعفة:قال الشيخ ابن تيمية: (وأما الصبر عن المحرمات فواجب؛وإن كانت النفس تشتهيها قال تعالى وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)النور 33والإستعفاف هو ترك المنهي عنه قال عليه الصلاة والسلام(مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ وَلَنْ تُعْطَوْا عَطَاءً خَيْرًا وأوسع من الصبر)
13.الزواج: بيت السعداء،ومدرسة النجباء،وجامعة العقلاء،بزّواج تنكسر الشهوة ،وتهدأ النفس،وتتهذب الأخلاق ،وتسكن العواطف ،قال (يَا مَعْشَرَ الشّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوّجْ فَإِنّهُ أَغَضّ لِلْبَصَرِ وَأَحْفَظُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصّوْمِ فَإِنّهُ لَهُ وِجَاءٌ)
وقبل الختام أذكر درر جميلة لهذا الموضوع للعلامة نور الدين السالمي(رحمه الله)في جوهره :
1.وقيل لأحد على من عبثا ................ بفرجه ولو سنين لبثا
2.وذاك فعل عندنا محجور ............ ...على الذي يفعله منكور
3.وهو الزنا الأصغر فيما قيلا ............ فلا نرى قط به تحليلا
4.وقال بعض إن يكن خاف العنت ..........فلا عليه أن ضرورة عنت
5.لكنني بذاك لا أقول ...................... .مع أنه من ماهر منقول
6.ولا يموت ذو الزنا حن يرى ........... بعينه الفقر جزاء حضرا
7.ولعذاب الله في الأخرى أشد .............. إلا إذا تاب سريعا ورشد
وفي الختام :أسأل الله العظيم أن يتقبل هذا العمل البسيط الذي هو (عبارة عن مختصر لبعض الكتب )،ولمن أراد التفصيل فعليه الرجوع إلى الكتب والمجلدات التي فصلت وأطالت فيه،حيث جاءت هذه المطوية بسبب انتشار طاعون العادة السرية بين كثير من الشباب الذي أسأل الله الكريم بقدرته أن يخلص هؤلاء الشباب من هذا الطاعون مع التنبيه (أن كثير من الشباب منها بفضل الله تعالى) اللهم جنبنا المعاصي ما ظهر منها وما بطن،اللهم اشفي مرضانا ومرضى المسلمين والمسلمات واغفر لنا ولهم يا الله يا ذا الجلال والإكرام ،وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
المراجع:1.كتاب العادة السرية(الاستمناء من الناحيتين الدينية والصحية)لحسن خلف الريامي
2.كتيب العادة السيئة لمحمد صالح المنجد
3.كتاب جوهر النظام للشيخ السالمي(رحمه الله)
الموضوع: الاستمناء
الحمد لله رب العالمين, الحمد لله الذي ميز الإنسان بالعقل للتحكم بشهواته, و الصلاة والسلام على خير هادي للبشرية سيدنا محمد وعلى آله الغر الميامين إلى يوم الدين أما بعد:-
فإن شريعة الإسلام جاءت بأحكام تساير المصلحة الإنسانية فهي تدور مع جلب المنافع ودفع المفاسد, والاستمناء من أسباب المفاسد لما فيه من المضار الجسدية والنفسية التي شرحها الأطباء جدير بالعاقل أن يردع عن نفسه. فتكاد تكون العادة السرية من أشد مشكلات الشباب هذا العصر بما يتعلق بالشهوات, و مما ساعد على ذلك كثير من انتشار وسائل الفاحشة و تعدد سبل الفساد.
فما هي العادة السرية ؟ وما أسبابها ؟ وما هو حكمها ؟ وكيف يتم التخلص منها ؟
كل ذلك ستجده في هذه المطوية إن شاء الله تعالى.
1- تعريف العادة السرية (الاستمناء):-
نقتصر على تعريف الفقهاء (( هو طلب استخراج المني بشهوة بغير جماع كان بيده أو بيد زوجته أو أمته أو كان بسبب مباشر, أو بسبب تقبيل لمس أو ما شابة ذلك وكما يكون الاستمناء في الرجل يكون في المرأة))
2- أسباب العادة السرية (الاستمناء ):-
1- عدم الربط بين البيت و المدارس و المسجد.
2- ضعف الوازع الديني والاستهانة برقابة الله تعالى.
3- عدم الاهتمام بالتثقيف الديني و الصحي للأولاد من قبلهم أو من قبل العائلة.
4- قلة الرقابة من الوالدين على أبناءهم و أعطائهم الثقة الكاملة.
5- مصاحبة رفقاء السوء الذين يبثون الأفكار السيئة.
6- الاختلاط بالنساء سواء في الأسواق أو أماكن الدراسة،أو أماكن العمل.
7- غلاء المهور و تأخر الشباب عن الزواج .
8- مطالعة أسباب الفساد من المجلات الخليعة و الكتب الفاسدة والتلفاز والفيديو والسينما و الروايات الماجنة التي تدعو إلى الفاحشة وتثير الغريزة و تلهبها.
9- عدم استغلال الوقت بما هو مفيد و إنما البطالة والكسل و قلة العمل.
10- الانطواء و الانفراد بالنفس و قلة الاختلاط بالناس .
3- حكم العادة السرية (الاستمناء) :-
أ- قال تعالى ((وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6)))
فلقد مدح الله تعالى المؤمنين بحفظهم لفروجهم إلا زوجاتهم و ما ملكت إيمانهم من أيمانهم المملوكات ثم ذكر الله تعالى في قوله ((فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ)) أي طلب سوى ذلك المذكور ((فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ )) أي متجاوزون الحلال إلى الحرام لان العادي هو الذي يتجاوز الحرام . وبالتالي فإن الاستمناء حرام؛ لأنه لم يذكر في الأصناف.
ب- قوله تعالى ((وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)) في هذه الآية الأمر من عند الله ويدل هنا للوجوب بالصبر عما سواء الزواج فبهذا يكون الاستمناء حرام , وحيث أن هذا الموقف يقتضي ذكر الاستمناء لتوقان النفس إلى الوفاء إلا أن الله لم يذكر لأنه حرام .
ج- قال الرسول ((يَا مَعْشَرَ الشباب, مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوّجْ فَإِنّهُ أَغَضّ لِلْبَصَرِ وَأَحْفَظُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصّوْمِ فَإِنّهُ لَهُ وِجَاءٌ))لأن الشارع أرشد العجز عن النكاح إلى الصوم , ولم يرشد إلى الاستمناء مع قوة الدافع إليه , وهو أسهل من الصوم ومع ذلك لم يسمح به.
د- قال الرسول ((لا ضرر و لا ضرار ))العادة السرية تورث عدة أمراض كما ثبت في علم الطب وأنها من الخبائث تجلب المضار ولا تعطي فائدة للجسم والنفس قال تعالى ((وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ))
4- الأحكام الفقهية المتعلقة بالعادة السرية :-
أ- الاستمناء موجب للغسل كالغسل من الجنابة و الجماع مع التوبة. .
ب- الاستمناء مفسد للصيام و موجب للكفارة المغلظة مع التوبة .
ت- الاستمناء مبطلا للاعتكاف ويلزمه البدل و الكفارة المغلظة مع التوبة.
ث- الاستمناء مفسد للحج وعليه الكفارة و بدنه مع التوبة .
5- أضرار ممارسة العادة السرية :-
النفسية الجسدية الدينية
الصراع النفسي الناتج عن الإحساس بالإثم ووخز الضمير، و القلق العصبي, وعدم الثقة بالنفس ،و الرغبة في العزلة ،و الشعور بالخجل و الانطواء ضعف البصر والأعصاب عموما , وضعف عضو التناسل ,و الالتهاب المنوي , و رعشة الأعصاب , والكسل و الكئابة و ضعف الفهم , الألم عند التبول ،احمرار الوجه و صفرته , الصرع ،و الشلل الكلوي و الجنون و الآلام المنوية ...الخ مظاهرها كثيرة :واضحة فكم ضاعت بسبب هذه من صلوات لصعوبة الاغتسال و التكاسل عنه خصوصا أيام البرد, وكم فسد من أيام صوم رمضان بسبب مزاولتها
6.كيف التخلص من العادة السرية ؟؟!
1- التوبة النصوحة و الصادقة و إخلاص التوجه لله تعالى بتقوية العزيمة على ترك هذي العادة القبيحة قال الله تعالى ((وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (25) )) وحتى عند معاودة الذنب عليه تجديد التوبة النصوحة بالإتيان بشروطها و الله غفورا رحيم.
2- الدعاء و ما أدراك ما الدعاء ؟؟ سيف الدين و سلاح المؤمنين ما استخدم في المعركة إلا وانتصر صاحبه كيف لا وهو ((مخ العبادة )) إذا صحبه الإخلاص و التذلل لله تعالى لقوله ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186))
3- عدم اليأس و القنوط من رحمة الله بالاعتقاد من عدم التخلص من هذه العادة الخبيثة ،و إنما التسلح بقوة الإرادة و العزيمة للتخلص منها فكم من شاب تخلص منها بفضل الله تعالى ،ثم بقوة العزيمة قال تعالى ((وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ (56))) وتذكروا قصة سيدنا يوسف عليه السلام مع أمرآة العزيز وقصة الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار الذين لم تغلبهم شهواتهم.
4- غض البصر لأنه من سهام إبليس لعنه الله لما يتولد بنظر من أفكار سيئة و شهوانيه قال تعالى ((قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ)) و لنتذكر شهادة العينين يوم القيامة باجتناب أماكن المغريات و الاستئذان عند الدخول على الغير؛ لكي لا يقع النظر على شئ محرم .
5- دفع الخواطر و الوساوس بعدم التفكير في الأمور الجنسية ،و مجاهدة النفس بذلك , و إشغال العقل بالتفكير بما يفيد في الحياة الدنيا و يسعد في الحياة الأخرى , و استغلال الوقت الاستغلال الأمثل لان النفس إن لم تشغلها بذكر الله شغلتك بمعصيته .
6.التخلص من الأغاني الهابطة ،والمجلات الماجنة،والأفلام الخليعة ،
واستبدالها بالأناشيد الهادفة،والكتب القيمة،والمرئيات الإسلامية.
7. الالتزام بآداب النوم وهي:النوم على الجانب الأيمن،وعدم النوم على البطن لأنه يحرك الشهوة،والوضوء ؛لأنه يسكن النفس ويبعد وسوسة الشيطان ،وتجنب الفراش اللين ،وعدم النوم إلا بعد التعب ،والابتعاد عن الفراش بعد الاستيقاظ ،وتجنب النوم مع عدة أشخاص.
8.الاستحمام بالماء سواء كان باردا أو فاترا،واللعب العنيف الذي هو ضروري للحركة وغيرها من الأمور التي تكون كلها وسائط جيدة لإطفاء هذه العادة ،فإنها تضعف قوة التهيج التناسلي،وتنظم توزيع القوة في أعضاء الحركة خصوصا ؛لأنها دائمة محتاجة إلى تقوية وبذلك تحولها من الأعضاء التناسلية إلى الأعضاء الأخرى فلذا كانت عيشة الكسل سبب لهذه العادة السيئة.
9.تجنب الوحدة؛لأن الإنفراد يسهل مهمة الشيطان في الوسوسة ،ودفع الشخص لممارسة هذه العادة ،وإنما الخلوة تكون لمحاسبة النفس وذكر الله تعالى ،ونذكر بأن القرين الصالح يأمر بالخير وينهى عن الشر،ومخالطة الناس والتكاتف معهم تزيد المرء معرفة للحياة وصعوبتها ،ولا ننسى يد الله مع الجماعة.
10.الصوم ...دواء المريضين،ومكفر ذنوب العاصين،من تمسك به فلح ومن تركه ندم وخسر،كيف لا والنبي يخبرنا بأن الصوم وجاء من شهوات البطن والفرج،فهو يكسر الشهوة ويمحو السيئة،فالطعام يزيد الشهوة والصيام يضيق هذه الشهوة قال الشيخ سعيد الحارثي-رحمة الله-(ولقد استعمل الصوم بعض الشباب فنجحوا)
11التقليل من أكل الأطعمة التي تزيد الشهوة ،وتنبه الأعضاء الجنسية ،وعدم الإفراط فيها مثل(اللحوم والبيض والأسماك والجزر والليمون والبصل..............)
12.التحلي بالصبر والعفة:قال الشيخ ابن تيمية: (وأما الصبر عن المحرمات فواجب؛وإن كانت النفس تشتهيها قال تعالى وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)النور 33والإستعفاف هو ترك المنهي عنه قال عليه الصلاة والسلام(مَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ وَلَنْ تُعْطَوْا عَطَاءً خَيْرًا وأوسع من الصبر)
13.الزواج: بيت السعداء،ومدرسة النجباء،وجامعة العقلاء،بزّواج تنكسر الشهوة ،وتهدأ النفس،وتتهذب الأخلاق ،وتسكن العواطف ،قال (يَا مَعْشَرَ الشّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوّجْ فَإِنّهُ أَغَضّ لِلْبَصَرِ وَأَحْفَظُ لِلْفَرْجِ وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصّوْمِ فَإِنّهُ لَهُ وِجَاءٌ)
وقبل الختام أذكر درر جميلة لهذا الموضوع للعلامة نور الدين السالمي(رحمه الله)في جوهره :
1.وقيل لأحد على من عبثا ................ بفرجه ولو سنين لبثا
2.وذاك فعل عندنا محجور ............ ...على الذي يفعله منكور
3.وهو الزنا الأصغر فيما قيلا ............ فلا نرى قط به تحليلا
4.وقال بعض إن يكن خاف العنت ..........فلا عليه أن ضرورة عنت
5.لكنني بذاك لا أقول ...................... .مع أنه من ماهر منقول
6.ولا يموت ذو الزنا حن يرى ........... بعينه الفقر جزاء حضرا
7.ولعذاب الله في الأخرى أشد .............. إلا إذا تاب سريعا ورشد
وفي الختام :أسأل الله العظيم أن يتقبل هذا العمل البسيط الذي هو (عبارة عن مختصر لبعض الكتب )،ولمن أراد التفصيل فعليه الرجوع إلى الكتب والمجلدات التي فصلت وأطالت فيه،حيث جاءت هذه المطوية بسبب انتشار طاعون العادة السرية بين كثير من الشباب الذي أسأل الله الكريم بقدرته أن يخلص هؤلاء الشباب من هذا الطاعون مع التنبيه (أن كثير من الشباب منها بفضل الله تعالى) اللهم جنبنا المعاصي ما ظهر منها وما بطن،اللهم اشفي مرضانا ومرضى المسلمين والمسلمات واغفر لنا ولهم يا الله يا ذا الجلال والإكرام ،وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
المراجع:1.كتاب العادة السرية(الاستمناء من الناحيتين الدينية والصحية)لحسن خلف الريامي
2.كتيب العادة السيئة لمحمد صالح المنجد
3.كتاب جوهر النظام للشيخ السالمي(رحمه الله)
عدل سابقا من قبل شبل العقيدة في الأربعاء 21 مارس 2012, 11:45 am عدل 1 مرات